فنزلت الآية والخصاصة الفاقة والحاجة وشح النفس هو كثرة طمعها وضبطها على المال والرغبة فيه وامتداد الأمل هذا جماع شح النفس وهو داعية كل خلق سوء وقد قال رسول الله ص - من أدى الزكاة المفروضة وقرى الضيف وأعطى في النائبة فقد برئى من الشج وإلى هذا الذي قلناه ذهب الجمهور والعارفون بالكلام وقيل في الشخ غير هذا قال ع وشح النفس فقر لا يذهبه غنى المال بل يزيده وينصب به ويوق من وقى يقي وقال الفخر اعلم أن الفرق بين الشح والبخل هو أن البخل نفس المنع والشح هو الحالة النفسانية التي تقتضي ذلك المنع ولما كان الشح من صفات النفس لا جرم قال الله تعالى ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون أي الظافرون بما أرادوا قال ابن زيد من لم يأخذ شيئا نهاه الله عن أخذه ولم يمنع شيئا أمره الله تعالى بإعطائه فقد وقى شح نفسه انتهى
وقوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم الآية قال جمهور العلماء أراد من يجيء من التابعين وغيرهم إلى يوم القيامة وقال الفراء أراد الفرقة الثالثة من الصحابة وهي من آمن في آخر مدة النبي ص -
وقوله يقولون حال فيها الفائدة والمعنى والذين جاءوا قائلين كذا وروت أم الدرداء وأبو الدرداء عن النبي ص - أنه كان يقول دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به ءامين ولك مثله رواه مسلم انتهى قال ع ولهذه الآية قال مالك وغيره أنه من كان له في أحد من الصحابة رأي سوء أو بغض فلا حظ له في فيئي المسلمين وقال عبد الله بن يزيد قال الحسن أدركت ثلاثمائة من أصحاب النبي ص - منهم سبعون بدريا كلهم يحدثني أن النبي ص - قال من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه فالجماعة ألا تسبوا الصحابة ولا تماروا في دين الله ولا تكفروا أحدا من اهل التوحيد بذنب قال