ليس على ضعيف القلب وكذلك محمد أيضا لم يتسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده ص - وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو وهم محمد بن احيحة الأوسي ومحمد بن سلمة الأنصاري ومحمد بن براء البكري ومحمد بن سفيان باليمن ويقولون بل محمد بن اليحمد بن الأزد ومحمد بن سوادة منهم لا سابع لهم ولم يدع أحد من هؤلاء النبوءة أو يظهر عليه سبب يشكك الناس انتهى وروى أنس بن مالك عن النبي ص - أنه قال لا تسموا أولادكم محمدا ثم تلعنونهم رواه الحاكم في المستدرك انتهى من السلاح
وقوله سبحانه فلما جاءهم بالبينات الآية يحتمل أن يريد عيسى ويحتمل أن يريد محمد ص - لأنه تقدم ذكره ت والأول أظهر
وقوله سبحانه يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم الآية ندب وحض على الجهاد بهذه التجارة التي بينها سبحانه وهي أن يبذل المرء نفسه وماله ويأخذ ثمنا جنة الخلد وقرأ ابن عامر وحده تنجيكم بفتح النون وشد الجيم
وقوله تؤمنون معناه الأمر أي امنوا قال الأخفش ولذلك جاء يغفر مجزوما وفي مصحف ابن مسعود امنوا بالله ورسوله وجاهدوا وقوله ذلكم إشارة إلى الجهاد والإيمان وخير هنا يحتمل أن يكون للتفضيل فالمعنى من كل عمل ويحتمل أن يكون إخبارا أن هذا خير في ذاته ومساكن عطف على جنات وطيب المساكن سعتها وجمالها وقيل طيبها المعرفة بدوام أمرها
وقوله سبحانه وأخرى تحبونها الآية قال الأخفش وأخرى هي في موضع خفض عطفا على تجارة وهذا قلق وقد رده الناس لأن هذه الأخرى ليست مما دل عليه سبحانه إنما هي مما أعطى ثمنا وجزاء على الإيمان والجهاد بالنفس والمال وقال الفراء وأخرى في موضع رفع وقيل في موضع نصب بإضمار فعل تقديره ويدخلكم جنات ويمنحكم أخرى وهي النصر والفتح القريب وقصة


الصفحة التالية
Icon