انتهى من السلاح ثم قال تعالى لنبيه وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم المعنى يكادون من الغيظ والمداواة يزلقونه فيذهبون قدمه من مكانها ويسقطونه قال عياض وقد روي عن ابن عباس أنه قال كل ما في القرآن كاد فهو ما لا يكون قال تعالى يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ولم يذهبها وأكاد أخفيها ولم يفعل انتهى ذكره إثر قوله تعالى وإن كادوا ليفتنونك وقرأ الجمهور ليزلقونك بضم الياء من أزلق ونافع بفتحها من زلقت الرجل وفي هذا المعنى قول الشاعر
... يتقارضون إذا التقوا في مجلس... نظرا يزل مواطىء الأقدام...
وذهب قوم من المفسرين على أن المعنى يأخذونك بالعين وقال الحسن دواء من أصابته العين إن يقرأ هذه الآية والذكر في الآية القرآن
تفسير سورة الحاقة وهي مكية بإجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله عز و جل الحاقة ما الحاقة المراد بالحاقة القيامة وهي اسم فاعل من حق الشيء يحق لأنها حقت لكل عامل عمله قال ابن عباس وغيره سميت القيامة حاقة أنها تهدي حقائق الأشياء والحاقة مبتدأ وما مبتدأ ثان والحاقة الثانية خبر ما والجملة خبر الأولى وهذا كما تقول زيد ما زيد على معنى التعظيم له وإبهام التعظيم أيضا ليتخيل السامع أقصى جهده
وقوله وما أدراك ما الحاقة مبالغة في هذا المعنى أي إن فيها ما لم تدره من أهوالها وتفاصيل صفاتها ثم ذكر تعالى تكذيب ثمود وعاد بهذا الأمر الذي هو حق مشيرا إلى أن من كذب بذلك ينزل به


الصفحة التالية
Icon