قال ص وهذا النظر خلاف ظاهر الآية انتهى والضمير في منه وعليه عائدان على النصف
وقوله سبحانه ورتل معناه في اللغة تمهل وفرق بين الحروف لتبين والمقصد ان يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور والرحمة قال ابن كيسان المراد تفهمه تاليا له وروي في صحيح الحديث ان قراءة رسول الله ص - كانت بينة مترسلة لو شاء احد ان يعد الحروف لعدها قال الغزالي في الاحياء واعلم ان الترتيل والتؤدة اقرب الى التوفير والاحترام واشد تأثيرا في القلب من الهدرمة والاستعجال والمقصود من القراءة التفكير والترتيل معين عليه وللناس عادات مختلفة في الختم واولى ما يرجع اليه في التقديرات قول النبي ص - وقد قال عليه السلام من قرأ القرءان في اقل من ثلاث لم يفقهه وذلك لان الزيادة عليها تمنع الترتيل المطلوب وقد كره جماعة الختم في يوم وليلة والتفصيل في مقدار القراءة انه ان كان التالي من العباد السالكين طريق العمل فلا ينبغي له ان ينقص من ختمتين في الاسبوع وان كان من السالكين بأعمال القلب وضروب الفكر او من المشغولين بنشر العلم فلا بأس ان يقتصر في الاسبوع على ختمة وان كان نافذ الفكر في معاني القراءن فقد يكتفي في الشهر بمرة لحاجته الى كثرة الترديد والتأمل انتهى وروى ابن المبارك في رقائقه قال حدثنا اسماعيل عن ابي المتوكل الناجى ان النبي ص - قام ذات ليلة بآية من القرآن يكررها على نفسه انتهى
وقوله تعالى انا سنلقى عليك قولا ثقيلا يعنى القرآن واختلف لم سماه ثقيلا فقال جماعة من المفسرين لما كان يحل برسول الله ص - من ثقل الجسم حتى انه كان اذا اوحي اليه وهو على ناقته بركت به وحتى كادت فخذه ان ترض فخذ زيد ابن ثابت رضي الله عنه وقيل لثقله على الكفار والمنافقين بإعجازه ووعده


الصفحة التالية
Icon