وكذا قال ص ان ضمير به يعود على اليوم والباء سببية او ظرفية انتهى وفي صحيح مسلم من رواية عبد الله بن عمرو وذكر ص - بعث النار من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة قال فذلك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق الحديث انتهى وقيل عائد على الله اي منفطر بأمره وقدراته والضمير في قوله وعده الظاهر انه يعود على الله تعالى
وقوله تعالى ان هذه تذكرة الآية الاشارة بهذه تحتمل الى ما ذكر من الانكال والجحيم والاخد الوبيل وتحتمل ان تكون الى السورة بجملتها وتحتمل ان تكون الى ءايات القرآن بجملتها
وقوله سبحانه فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا ليس معناه اباحة الامر وضده بل الكلام يتضمن الوعد والوعيد والسبيل هنا سبيل الخير والطاعة
وقوله سبحانه ان ربك يعلم انك تقوم الآية المعنى ان الله تعالى يعلم انك تقوم أنت وغيرك من امتك قياما مختلفا مرة يكثر ومرة يقل ومرة ادنى من الثلثين ومرة ادنى من النصف ومرة ادنى من الثلث وذلك لعدم تحصيل البشر لمقادير الزمان مع عذر النوم وتقدير الزمان حقيقة انما هو لله تعالى واما البشر فلا يحصى ذلك فتاب الله عليهم اي رجع بهم من الثقل الى الخفة وامرهم بقراءة ما تيسر ونحو هذا تعطى عبارة الفراء ومنذر فإنهما قالا تحصوه تحفظوه وهذا التأويل هو على قراءة الخفض عطفا على الثلثين وهي قراءة ابي عمرو ونافع وابن عامر واما من قرأ ونصفه وثلثه بالنصب عطفا على ادنى وهي قراءة باقي السبعة فالمعنى عندهم ان الله تعالى قد علم انهم يقدرون الزمان على نحو ما امر به تعالى في قوله نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه فلم يبق الا قوله ان لن تحصوه فمعناه لن يطيقوا قيامه لكثرته وشدته فخفف الله عنهم فضلا منه لا لعلة جهلهم بالتقدير واحصاء الاوقات ونحو هذا تعطى عبارة الحسن وابن جبير فانهما قالا تحصوه تطيقوه