لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر قال الحسن هو وعيد نحو قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ثم قوى سبحانه هذا المعنى بقوله كل نفس بما كسبت رهينة اذ لزم بهذا القول ان المقصر مرتهن بسوء عمله وقال الضحاك المعنى كل نفس حقت عليها كلمة العذاب ولا يرتهن تعالى احدا من اهل الجنة ان شاء الله
وقوله تعالى الا اصحاب اليمين استثناء ظاهره الانفصال تقديره لكن اصحاب اليمين في جنات ص في جنات اي هم في جنات فيكون خبر مبتدا محذوف م واعربه ابو البقاء حالا من الضمير في يتساءلون انتهى قال ابن عباس اصحاب اليمين هنا الملائكة وقال الضحاك هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى وقال الحسن وابن كيسان هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين ت واسند ابو عمر بن عبد البر عن علي بن ابي طالب في قوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين قال اصحاب اليمين اطفال المسلمين انتهى من التمهيد
وقولهم ما سلككم اي ما ادخلكم فيحتمل ان يكون من قول اصحاب اليمين الآدميين او من قول الملائكة
وقوله تعالى قالوا يعنى الكفار لم نك من المصلين الآية وفي نفي الصلاة يدخل الايمان بالله والمعرفة به والخشوع له ولم نك نطعم المسكين يشمل الصدقة فرضا كانت او نفلا والخوض مع الخائضين عرفه في الباطل والتكذيب بيوم الدين كفر صراح حتى اتانا اليقين يعنى الموت قاله المفسرون قال ع وعندي ان اليقين صحة ما كانوا يكذبون به من الرجوع الى الله والدار الآخرة وقد تقدم ذكر احاديث الشفاعة قال الفخر واحتج اصحابنا بهذه الآية على ان الكفار يعذبون بترك فروع الشريعة والاستقصاء فيه قد ذكرناه في المحصول انتهى
وقوله تعالى في صفة الكفار المعرضين كأنهم حمر مستنفرة اثبات لجهلهم لان الحمر من جاهل الحيوان جدا وفي حرف ابن مسعود حمر نافرة قال ابن عباس وابو هريرة وجمهور من اللغويين