على هذا القول قوله تعالى يسئل ايان يوم القيامة اي متى يكون ذلك تكذيبا له انتهى وسؤال الكفار ايان هو على معنى التكذيب والهزء وايان بمعنى متى وقرأ نافع وعاصم بخلاف برق البصر بفتح الراء بمعنى لمع وصار له بريق وحار عند الموت وقرأ ابو عمرو وغيره بكسرها بمعنى شخص والمعنى متقارب قال مجاهد هذا عند الموت وقال الحسن هذا في يوم القيامة قال ابو عبيدة وجماعة من اللغويين الخسوف والكسوف بمعنى واحد وقال ابن ابي اويس الكسوف ذهاب بعض الضوء والخسوف ذهاب جميعه وروى عروة وسفيان ان النبي ص - قال لا تقولوا كسفت الشمس ولكن قولوا خسفت وقرأ ابن مسعود وجمع بين الشمس والقمر واختلف في معنى الجمع بينهما فقال عطاء يجمعان فيقذفان في النار وقيل في البحر فيصيرا نار الله العظمى وقيل يجمع الضوءان فيذهب بهما قال الثعلبي وقال علي وابن عباس يجعلان في نور الحجب انتهى
يقول الانسان يومئذ أين المفر اي اين الفرار كلا لا وزر اي لا ملجأ والمستقر موضع الاستقرار
وقوله تعالى ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم واخر اي يعلم بكل ما فعل ويجده محصلا وقال ابن عباس وابن مسعود بما قدم في حياته وما اخر من سنة بعد مماته
وقوله تعالى بل الانسان على نفسه بصيرة قال ابن عباس وغيره اي للانسان على نفسه من نفسه بصيرة رقباء يشهدون عليه وهم جوارحه وحفظته ويحتمل ان يكون المعنى بل الانسان على نفسه شاهد ودليله قوله تعالى كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال الثعلبي قال ابان بن ثعلب البصيرة والبينة والشاهد بمعنى انتهى ونحوه للهروي قال ع والمعنى على هذا التأويل الثاني ان في الانسان وفي عقله وفطرته حجة وشاهدا مبصرا على نفسه
ولو القي معاذيره اي ولو اعتذر عن قبيح افعاله فهو يعلمها قال الجمهور المعاذير هما جمع معذرة وقال الضحاك والسدي هي الستور بلغة اليمن يقولون


الصفحة التالية
Icon