المؤمنين وقد حذر سبحانه المؤمنين ان يعاقبهم بما يعاقب به الكافرين فقال تعالى واتقوا النار التي اعدت للكافرين الى غير ذلك من الآيات انتهى ولما ذكر الله تعالى امر كتاب الفجار عقب ذلك بذكر كتاب ضدهم ليبين الفرق بين الصنفين واختلف في الموضع المعروف بعليين ما هو فقال ابن عباس السماء السابعة تحت العرش وروي ذلك عن النبي ص - وقال الضحاك هو سدرة المنتهى وقال ابن عباس ايضا عليون الجنة
وقوله تعالى يشهده المقربون يعنى الملائكة قاله ابن عباس وغيره وينظرون معناه الى ما عندهم من النعيم والنضرة النعمة والرونق والرحيق الخمر الصافية ومختوم يحتمل أنه يختم على كئوسه التي يشرب بها تهمما وتنظفا والظاهر انه مختوم شربه بالرائحة المسكية حسبما فسره قوله ختامه مسك قال ابن عباس وغيره خاتمة شربه مسك وقرأ الكساءي خاتمه مسك ثم حرض تعالى على الجنة بقوله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وقوله تعالى ومزاجه من تسنيم المزاج الخلط قال ابن عباس وغيره تسنيم اشرف شراب في الجنة وهو اسم مذكر لماء عين في الجنة وهي عين يشرب بها المقربون صرفا ويمزج رحيق الابرار بها وهذا المعنى في صحيح البخاري وقال مجاهد ما معناه ان تسنيما مصدر من سنمت اذا علوت ومنه السنام فكأنه عين قد عليت على اهل الجنة فهي تنحدر وقاله مقاتل وجمهور المتأولين ان منزلة الابرار دون منزلة المقربين وان الابرار هم اصحاب اليمين وان المقربين هم السابقون
وقوله يشرب بها بمعنى يشربها
وقوله سبحانه ان الذين اجرموا كانوا يعنى في الدنيا يضحكون من المؤمنين روي ان هذه الآية نزلت في صناديد قريش وضعفة المؤمنين والضمير في مروا للمؤمنين ويحتمل ان يكون للكفار واما ضمير يتغامزون فهو للكفار لا يحتمل غير ذلك وفاكهين اي اصحاب فكاهة ونشاط وسرور باستخفافهم بالمؤمنين واما الضمير في رأوا وفي قالوا فقال