بذكر وجوه اهل الجنة ليبين الفرق وقوله تعالى لسعيها يريد لعملها في الدنيا وطاعتها والمعنى لثواب سعيها والتنعيم عليه ووصف سبحانه الجنة بالعلو وذلك يصح من جهة المسافة والمكان ومن جهة المكانة والمنزلة ايضا
لا تسمع فيها لاغية قيل المعنى كلمة لاغية وقيل جماعة لاغية او فئة لاغية واللغو سقط القول قال الفخر قوله تعالى فيها سرر مرفوعة اي عالية في الهواء وذلك لاجل ان يرى المؤمن اذا جلس عليها جميع ما اعطاه الله تعالى في الجنة من النعيم والملك قال خارجة بن مصعب بلغنا ان بعضها فوق بعض فترتفع ما شاء الله فاذا جاء ولي الله ليجلس عليها تطامنت له فاذا استوى عليها ارتفعت الى حيث شاء الله سبحانه انتهى
واكواب موضوعة اي باشربتها معدة والنمرقة الوسادة والزرابي واحدها زربية وهي كالطنافس لها خمل قاله الفراء وهي ملونات ومبثوثة معناه كثيرة متفرقة ثم وقفهم سبحانه على مواضع العبرة في مخلوقاته والابل في هذه الآية هي الجمال المعروفة هذا قول الجمهور وفي الجمل ءايات وعبر لمن تأمل وكان شريح القاضي يقول لاصحابه اخرجوا بنا الى الكناسة حتى ننظر الى الابل كيف خلقت وقال المبرد الابل هنا السحاب لان العرب قد تسميها بذلك اذ تأتي ارسالا كالابل ونصبت معناه اثتبت قائمة في الهواء وظاهر الآية ان الارض سطح لا كرة وهو الذي عليه اهل العلم وقد تقدم الكلام على هذا المعنى ثم نفي ان يكون النبي ص - مصيطرا على الناس أي قاهرا جابرا لهم مع تكبر متسلطا عليهم وقوله تعالى الا من تولى وكفر قال بعض المتأولين الاستثناء متصل والمعنى الا من تولى فانك مصيطر عليه فالآية على هذا لا نسخ فيها وقال ءاخرون الاستثناء منفصل والمعنى لست عليهم بمصيطر لكن من تولى وكفر فيعذبه الله وهي ءاية موادعة منسوخة