مكة
وقوله تعالى وانت حل قال ابن عباس وجماعة معناه وانت حلال بهذا البلد يحل لك فيه قتل من شئت وكان هذا يوم فتح مكة وعلى هذا يتركب قول من قال السورة مدنية نزلت عام الفتح وقال ءاخرون المعنى وانت حال ساكن بهذا البلد
وقوله تعالى ووالد وما ولد قال مجاهد هو ءادم وجميع ولده وقال ابن عباس ما معناه ان الوالد والولد هنا على العموم فهي اسماء جنس يدخل فيها جميع الحيوان والقسم واقع على قوله لقد خلقنا الانسان في كبد قال الجمهور الانسان اسم جنس والكبد المشقة والمكابدة اي يكابد امر الدنيا والآخرة وروي ان سبب نزول هذه الآية رجل من قريش يقال له ابو الاشد وقيل نزلت في عمرو بن عبدود وقال مقاتل نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل اذنب فاستفتى النبي ص - فامره بالكفارة فقال لقد اهلكت مالا في الكفارة والنفقات مذ تبعت محمدا وكان كل واحد منهم قد ادعى انه انفق مالا كثيرا على افساد امر النبي ص - او في الكفارات على ما تقدم
وقوله اهلكت مالا لبدا اي انفقت مالا كثيرا ومن قال ان المراد اسم الجنس غير معين جعل قوله ايحسب ان لم يره احد بمعنى ايظن الانسان ان ليس عليه حفظة يرون اعماله ويحصونها الى يوم الجزاء قال السهيلي وهذه الآية وان نزلت في ابي الاشد فان الالف واللام في الانسان للجنس فيشترك معه في الخطاب كل من ظن ظنه وفعل مثل فعله وعلى هذا اكثر القرءان ينزل في السبب الخاص بلفظ عام يتناول المعنى العام انتهى وخرج مسلم عن ابي برزة قال قال رسول الله ص - لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن جسده فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه وخرجه ايضا الترمذي وقال فيه حديث حسن صحيح انتهى وقرأ الجمهور لبدا اي كثيرا متلبدا بعضه فوق بعض ثم عدد تعالى على