عن الصلاة في المسجد وقال لئن رأيت محمدا يسجد عند الكعبة لاطأن عتقه فيروى ان النبي ص - رد عليه القول وانتهره وعبارة الداودي فتهدده النبي ص - فقال ابو جهل اتهددنى اما والله اني لاكثر اهل الوادى ناديا فنزلت الآية انتهى وكلا رد على ابي جهل ويتجه ان تكون بمعنى حقا والضمير في رءاه للانسان المذكور كأنه قال ان رأي نفسه غنيا وهي رؤية قبيلة ولذلك جاز ان يعمل فعل الفاعل في نفسه كما تقول وجدتنى وظننتنى ثم حقر تعالى غنى هذا الانسان وحاله بقوله ان الى ربك الرجعى اي بالحشر والبعث يوم القيامة وفي هذا الخبر وعيد للطاغين من الناس ثم صرح بذكر الناهي لمحمد عليه السلام ولا خلاف ان الناهي ابو جهل وان العبد المصلي هو محمد عليه السلام
وقوله تعالى الم يعلم بان الله يرى اكمال للتوبيخ والوعيد بحسب التوقيفات الثلاث يصلح مع كل واحد منها ت وفي قوله تعالى الم يعلم بان الله يرى ما يثير الهمم الراكدة
ويسيل العيون الجامدة
ويبعث على الحياء والمراقبة قال الغزالي اعلم ان الله مطلع على ضميرك ومشرف على ظاهرك وباطنك فتأدب ايها المسكين ظاهرا وباطنا بين يديه سبحانه واجتهد ان لا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث امرك ولا تدع عنك التفكر في قرب الاجل
وحلول الموت القاطع للامل
وخروج الامر من الاختيار
وحصول الحسرة والندامة بطول الاغترار
انتهى ثم توعده تعالى ان لم ينته ليوخذن بناصيته فيجر الى جهنم ذليلا تقول العرب سفعت بيدي ناصية الفرس والرجل اذا جذبتها مذللة وقال بعض العلماء بالتفسير معناه لتحقرن من قولهم سفعته النار واكتفى بذكر الناصية لدلاتها على الوجه والرأس والناصية مقدم شعر الرأس ثم ابدل النكرة من المعرفة فى قوله ناصية كاذبة ووصفها بالكذب والخطا من حيث هي صفات لصاحبها
فليدع ناديه اي اهل مجلسه والنادى


الصفحة التالية
Icon