ثبت ذلك من رواية ابن القاسم وغيره انتهى ثم فخمها سبحانه بقوله وما ادراك ما ليلة القدر قال ابن عيينة فى صحيح البخاري ما كان فى القرءان وما ادراك فقد اعلمه وما قال وما يدريك فانه لم يعلمه وذكر ابن عباس وغيره انها سميت ليلة القدر لان الله تعالى يقدر فيها الآجال والارزاق وحوادث العام كلها ويدفع ذلك الى الملائكة لتمتثله قال ع وليلة القدر مستديرة في اوتار العشر الاواخر من رمضان هذا هو الصحيح المعول عليه وهي في الاوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر فينبغي لمرتقبها ان يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة الى ءاخر الشهر وصح عن ابي بن كعب وغيره انها ليلة سبع وعشرين ثم اخبر تعالى ان ليلة القدر خير من الف شهر وهي ثمانون سنة وثلاثة اعوام وثلث عام وفي الصحيح عن النبي ص - من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والروح هو جبريل عليه السلام وقيل هو صنف حفظة للملائكة قال الفخر وذكروا في الروح اقوالا احدها انه ملك عظيم لو التقم السموات والارض كان ذلك له لقمة واحدة وقيل الروح طائفة من الملائكة لايراهم الملائكة الا ليلة القدر كالزهاد الذين لا نراهم الا يوم العيد وقيل خلق من خلق الله ياكلون ويشربون ويلبسون ليسوا من الملائكة ولا من الانس ولعلهم خدم اهل الجنة وقيل الروح اشرف الملائكة وقال ابن ابي نجيح الروح هم الحفظة الكرام الكاتبون والاصح ان الروح ها هنا هو جبريل وتخصيصه بالذكر لزيادة شرفه انتهى
وقوله تعالى بإذن ربهم من كل امر الثعلبي أي بكل امر قدره الله وقضاه في تلك السنة الى قابل قاله ابن عباس ثم تبتدئي فتقول سلام هي ويحتمل ان يريد من كل فتنة سلامة انتهى قال ع وعلى التأويل الاول يجيء سلام خبر ابتداء مستأنفا اي سلام هي هذه الليلة الى اول يومها ثم ذكر ما تقدم وقال الشعبي ومنصور سلام التحية اي تسلم الملائكة على المؤمنين