التعجب من هول ما يرى قال الجمهور الانسان هنا الكافر وقيل عام في المؤمن والكافر واخبار الارض قال ابن مسعود وغيره هي شهادتها بما عمل عليها من عمل صالح وفاسد ويؤيد هذا التأويل قوله ص - فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن انس ولا جن ولا شيء الاشهد له يوم القيامة ت وخرج الترمذي في جامعه عن ابي هريرة قال قرأ رسول الله ص - هذه الآية يومئذ تحدث اخبارها قال اتدرون ما اخبارها قالوا الله ورسوله اعلم قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عمل على ظهرها تقول عمل علي يوم كذا كذا فهذه اخبارها قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح انتهى وكذا رواه ابو بكر بن الخطيب وفيه عمل علي في يوم كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا
وقوله تعالى بان ربك اوحى لها الباء باء السبب وقال ابن عباس وغيره المعنى اوحى اليها قال ص المشهور ان اوحى يتعدى بإلى وعدي هنا باللام مراعاة للفواصل وقال ابو البقاء لها بمعنى اليها انتهى
وقوله سبحانه يومئذ يصدر الناس اشتاتا بمعنى ينصرفون من موضع ورودهم مختلفي الاحوال قال الجمهور ورودهم بالموت وصدورهم هو القيام الى البعث والكل سائر الى العرض ليرى عمله ويقف عليه وقيل الورود هو ورود المحشر والصدر اشتاتا هو صدر قوم الى الجنة وقوم الى النار ليروا جزاء اعمالهم
وقوله جلت عظمته فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآية كان النبي ص - يسمى هذه الآية الجامعة الفاذة ويروى انه لما نزلت هذه السورة بكى ابو بكر وقال يا رسول الله او اسأل عن مثاقيل الذر فقال له النبي ص - يا ابا بكر ما رأيته في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر لك الله مثاقيل ذر الخير الى الآخرة قال الداودي بينما عمر بن الخطاب بطريق مكة ليلا اذا ركب مقبلين من جهة فقال لبعض من معه سلهم من اين اقبلوا فقال له احدهم من الفج العميق يريد البلد العتيق