ومشاهدة القبور تورث ذلك كما ورد به الخبر انتهى
وقوله تعالى كلا سوف تعلمون زجر ووعيد ثم كرر تاكيدا ويأخذ كل انسان من هذا الزجر والوعيد المكرر على قدر حظه من التوغل فيما يكره هذا تأويل الجمهور وقال علي كلا سوف تعملون في القبر ثم كلا سوف تعلمون في البعث قال الفخر وفي الآية تهديد عظيم للعلماء فانها دالة على انه لو حصل اليقين لتركوا التكاثر والتفاخر فهذا يقتضي ان من لا يترك التكاثر والتفاخر ان لا يكون اليقين حاصلا له فالويل للعالم الذي لا يكون عاقلا ثم الويل له انتهى
وقوله تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين جواب لو محذوف تقديره لا ازدجرتم وبادرتم انقاذ انفسكم من الهلكة واليقين اعلى مراتب العلم ثم اخبر تعالى الناس انهم يرون الجحيم وقال ابن عباس هذا خطاب للمشركين والمعنى على هذا التأويل انها رؤية دخول وصلي وهو عين اليقين لهم وقال ءاخرون الخطاب للناس كلهم فهي كقوله تعالى وان منكم الا واردها فالمعنى ان الجميع يراها ويجوز الناجى ويتكردس فيها الكافر ص لترون ابن عامر والكساءي بضم التاء والباقون بفتحها انتهى
وقوله تعالى ثم لترونها عين اليقين تاكيد في الخبر وعين اليقين حقيقته وغايته ثم اخبر تعالى ان الناس مسؤلون يومئذ عن نعيمهم في الدنيا كيف نالوه ولم ءاثروه وتتوجه في هذا اسئلة كثيرة بحسب شخص شخص وهي منقادة لمن اعطي فهما في كتاب الله عز و جل وقد قال ص - لاصحابه والذي نفسي بيده لتسئلن عن نعيم هذا اليوم الحديث في الصحيح اذ ذبح لهم ابو الهيثم ابن التيهان شاة واطعمهم خبزا ورطبا واستعذب لهم ماء وعن ابي هريرة في حديثه في مسير النبي ص - وابي بكر وعمر الى بيت ابي الهيثم واكلهم الرطب واللحم وشربهم الماء وقوله ص - هذا هو النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيامة وان ذلك كبر على اصحابه وان رسول الله ص