الصابرين توفى بغير حصر ولا عد بل جزافا وهذه استعارة للكثرة التي لا تحصى والى هذا التأويل ذهب جمهور المفسرين حتى قال قتادة ليس ثم والله مكيال ولا ميزان وفي الحديث أنه لما نزلت والله يضاعف لمن يشاء قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم زد امتي فنزلت بعد ذلك من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة فقال اللهم زد أمتي حتى نزلت انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال رضيت يا رب وقوله تعالى قل اني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم من المعلوم أنه عليه السلام معصوم من العصيان وانما الخطاب بالآية لأمته يعمهم حكمه ويحفهم وعيده وقوله فاعبدوا ما شئتم من دونه هذه صيغة أمر على جهة التهديد وهذا في القرآن كثير والظلة ما غشي وعم كالسحابة وسقف البيت ونحوه وقوله سبحانه ذلك يخوف الله به عباده يريد جميع العالم وقوله تعالى والذين اجتنبوا الطاغوت الآية قال ابن زيد أن سبب نزولها زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان الفارسي وابو ذر الغفاري والاشارة اليهم ت سلمان انما اسلم بالمدينة فيلزم على هذا التاويل أن تكون الآية مدنية وقال ابن اسحاق الاشارة بها الى عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد والزبير وذلك أنه لما أسلم أبو بكر وسمعوا ذلك فجاءوه فقالوا أسلمت قال نعم وذكرهم بالله سبحانه فآمنوا بأجمعهم فنزلت فيهم هذه الآية وهي على كل حال عامة في الناس الى يوم القيامة يتناولهم حكمها والطاغوت كل ما عبد من دون الله وقوله سبحانه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه كلام عام في جميع الأقوال والمقصد الثناء على هؤلاء في نفوذ بصائرهم وقوام نظرهم حتى انهم اذا سمعوا قولا ميزوه واتبعوا أحسنه قال أبو حيان الذين يستمعون صفة لعباد وقيل الوقف على عباد والذين مبتدأ خبره أولائك وما بعده انتهى وقوله تعالى أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في