يراه يوم القيامة من حالة الكفار وفي ضمن هذا الخبر وعيد بين لمعاصريه عليه السلام فقال ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ترى من رؤية العين وظاهر الآية أن وجوههم تسود حقيقة وقوله سبحانه وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم الآية ذكر تعالى حالة المتقين ونجاتهم ليعادل بذلك ما تقدم من شقاوة الكافرين وفي ذلك ترغيب في حالة المتقين لأن الأشياء تتبين بأضدادها ومفازتهم مصر من الفوز وفي الكلام حذف مضاف تقديره وينجي الله الذين اتقوا بأسباب مفازتهم والمقاليد المفاتيح وقاله ابن عباس واحدها مقلاد كمفتاح وقال عثمان بن عفان سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن مقاليد السماوات والأرض فقال هي لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله هو الأول والآخر والظاهر والباطن يحي ويميت وهو على كل شيء قدير وقوله تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك قالت فرقة المعنى ولقد أوحي الى كل نبي لئن أشركت ليحبطن عملك ت قد تقدم غير ما مرة أن ما ورد من مثل هذا فهو محمول على ارادة الامة لعصمة النبي صلى الله عليه و سلم وانما المراد من يمكن أن يقع ذلك منه وخوطب هو صلى الله عليه و سلم تعظيما للأمر قال صلى الله عليه و سلم ليحبطن جواب القسم وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه انتهى وقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره معناه وما عظموا الله حق عظمته ولا وصفوه بصفاته ولا نفوا عنه مالا يليق به قال ابن عباس نزلت هذه الآية في كفار قريش الذين كانت هذه الآيات كلها محاورة لهم وردا عليهم وقالت فرقة نزلت في قوم من اليهود تكلموا في صفات الله تعالى فالحدوا وجسموا واتوا بكل تخليط وقوله تعالى والأرض جميعا قبضته معناه في قبضته واليمين هنا والقبضة عبارة عن القدرة والقوة وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل وصعق في هذه الآية معناه خر ميتا