الذي يتنزل منزلة النطق قال ع والقول الأول أنه نطق حقيقة أحسن لأنه لا شيء يدفعه وأن العبرة به أتم والقدرة فيه أظهر وقوله تعالى فقضاهن معناه فصنعن وأوجدهن ومنه قول أبي ذؤيب... وعليهما مسرودتان قضاهما... داود أو صنع السوابغ تبع...
وقوله تعالى وأوحى في كل سماء أمرها قال مجاهد وقتادة أوحى الى سكانها وعمرتها من الملائكة واليها هي في نفسها ما شاء الله تعالى من الامور التي بها قوامها وصلاحها وقوله ذلك اشارة الى جميع ما ذكر أي أوجده بقدرته وأحكمه بعلمه وقوله تعالى فإن أعرضوا يعني قريشا والعرب الذين دعوتهم الى عبادة الله تعالى عن هذه الآيات البينات فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود وقرأ النخعي وغيره صعقة فيهما وهذه قراءة بينة المعنى لأن الصعقة الهلاك الوحي وأما الأولى فهي تشبيه بالصاعقة وهي الوقعة الشديدة من صوت الرعد فشبهت هنا وقعة العذاب بها لأن عادا لم تعذب الا بريح وانما هذا تشبيه واستعارة وعبارة الثعلبي صاعقة أي واقعة وعقوبة مثل صاعقة عاد وثمود انتهى قال ع وخص عادا وثمودا بالذكر لوقوف قريش على بلادها في اليمن وفي الحجر في طريق الشام قال الثعلبي ومن بين ايديهم ومن خلفهم يعني قبلهم وبعدهم وقامت الحجة عليهم في أن الرسالة والنذارة عمتهم خبرا ومباشرة وقال ع قوله ومن خلفهم أي جاءهم رسول بعد اكتمال أعمارهم وبعد تقدم وجودهم في الزمن فلذلك قال ومن خلفهم ولا يتوجه أي يجعل ومن خلفهم عبارة عما أتى بعدهم لأن ذلك لا يلحقهم منه تقصير ت وما تقدم للثعلبي وغيره أحسن لأن مقصد الآية اتصال النذارة بهم وبمن قبلهم وبمن بعدهم اذ ما من أمة الا وفيها نذير وكما قال تعالى رسلنا تترا وأيضا فانه جمع في اللفظ عادا وثمودا وبالضرورة أن الرسول الذي أرسل الى ثمود هو بعد عاد فليس لرد ع وجه