البقرة ٢٦١ - ٢٦٤
يضاعف تلك المضاعفة لمن يشاء لا لكل منفق لتفاوت أحوال المنفقين أو يزيد على سبعمائة لمن يشاء يضعف شامى ويضعف مكى والله واسع واسع الفضل والجود عليم بنيات المنفقين الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا هو أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه ويريه أنه اصطنعه وأوجب عليه حقا له وكانوا يقولون إذا صنعتم صنيعة فانسوها ولا أذى هو أن يتطاول عليه بسبب ما أعطاه ومعنى ثم إظهار التفاوت بين الانفاق وترك المن والأذى و أن تركهما خير من نفس الانفاق كما جعل الاستقامة على الإيمان خيرا من الدخول فيه بقوله ثم استقاموا لهم أجرهم عند ربهم أى ثواب انفاقهم ولا خوف عليهم من بخس الأجر ولا هم يحزنون من فوته أو لا خوف من العذاب ولا حزن بفوات الثواب و وإنما قال هنا لهم أجرهم وفيما بعد فلهم أجرهم لأن الموصول هنا لم يضمن معنى الشرط وضمنه ثمة قول معروف رد جميل ومغفرة وعفو عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على المسئول أو ونيل مغفرة من الله بسبب الرد الجميل خير من صدقة يتبعها أذى وصح الاخبار على المبتدأ الكرة لاختصاصه بالصفة والله غنى لا حاجة له إلى منفق يمن ويؤذى حليم عن معاجلته بالعقوبة وهذ وعيد له ثم أكد ذلك بقوله يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى الكاف نصب صفة مصدر محذوف والتقدير بطلا مثل ابطال الذى ينفق ما رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر أى لا تبطلوا ثواب صدقاتكم بالمن والأذى كابطال المنافق الذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يريد بإنفاقه رضا الله ولا ثواب الاخرة ورئاء مفعول له فمثله كمثل صفوان عليه تراب مثله ونفقته التى لا ينتفع بها ألبته بحجر أملس عليه تراب فأصابه وابل مطر عظيم القطر فتركه صلدا أجرد نقيا من التراب الذى كان عليه لا يقدرون على شيء مما كسبوا لا يجدون ثواب شيء مما أنفقوا أو الكاف فى محل النصب على الحال


الصفحة التالية
Icon