البقرة ٢٧٥ - ٢٧٨
على المقابلة والخبط الضرب على غير استواء كحبط العشواء من المس من الجنون وهو يتعلق بلا يقومون أى لا يقومون من المس الذى بهم إلا كما يقوم المصروع أو بيقوم أى كما يقوم المصروع من جنونه والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف وقيل الذين يخرجون من الأجداث يوفضون الاأكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله فى بطونهم حتى أثقلهم فلا يقدرون على الإيفاض ذلك العقاب بأنهم بسبب أنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا ولم يقل إنما الربا مثل البيع مع أن الكلام فى الربا لا فى البيع لأنه جىء به على طريقة المبالغة وهو أنه قد بلغ من اعتقادهم فى حل الربا أنهم جعلوه اصلا وقانونا فى الحل حتى شبهوا به البيع وأحل الله البيع وحرم الربوا إنكار لتسويتهم بينهما إذ الحل مع الحرمة ضدان فانى يتماثلان ودلالة على أن القياس يهدمه النص لأنه جعل الدليل على بطلان قياسهم إحلال الله وتحريمه فمن جاءه موعظة من ربه فمن بلغه وعظ من الله وزجر بالنهى عن الربا فانتهى فتبع النهى وامتنع فله ما سلف فلا يؤاخذ بما مضى منه لأنه اخذ قبل نزول التحريم وأمره إلى الله يحكم فى شأنه يوم القيامة وليس من أمره إليكم شيء فلا تطالبوه به ومن عاد إلى استحلال الربا عن الزجاج أو إلى الربا مستحلا فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون لأنهم بالاستحلال صاروا كافرين لأن من أحل ما حرم الله عز و جل فهو كافر فإذا استحق الخلود بهذا تبين أنه لا تعلق للمعتزلة بهذه الآية فى تخليد الفساق يمحق الله الربوا يذهب ببركته ويهلك المال الذى يدخل فيه ويربى الصدقات ينميها ويزيدها أى يزيد المال الذى أخرجت منه الصدقة ويبارك فيه وفى الحديث ما نقصت زكاة من مال قط والله لا يحب كل كفار عظيم الكفر باستحلال الربا أثيم متماد فى الاثم بأكله أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قيل المراد به الذين آمنوا بتحريم الربا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربو أخذوا ما شرطوا على الناس من الربا وبقيت لهم بقايا فأمروا أن يتركوها ولا يطالبوا بها روى أنها


الصفحة التالية
Icon