آل عمران ٥٦ - ٦١
الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا فى الدنيا والآخرة وم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فنوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين وتفسيرا لحكم هاتين الآيتان فيوفيهم حفص ذلك اشارة إلى ما سبق من نبأ عيسى وغيره وهومبتدأ نتلوه عليك خبره من الآيات خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف والذكر الحكيم القرآن يعنى المحكم أو كأنه ينطق بالحكمة لكثرة حكمه نزل لما قال وفد بنى نجران هل رأيت ولدا بلا أب إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم أى أن شان عيسى وحاله الغريبة كشأن آدم عليه السلام خلقه من تراب قدره جسدا من طين وهى جملة مفسرة لحالة شبه عيسى بآدم ولا موضع لها أى خلق آدم من تراب ولم يكن ثمة أب ولا أم فكذلك حال عيسى مع أن الوجود من غير أب و أم أغرب وأخرق للعادة من الوجود من غير أب فشبه الغريب بالأغراب ليكون أقطع للخصم وأحسم لمادة شبهته إذا نظر فيما هو أغرب مما استعر به وعن بعض العلماء أنه أسر بالروم فقال لهم لم تعبدون عيسى قالوا لأنه لا أب له قال فآدم أولى لانه لا أبوين له قالوا كان يحيى الموتى قال فحزقيل أولى لأن عيسى أحيا أربعة نفر وحزقيل ثمانية آلاف فقالوا كان يبرئ الأكمه والأبرص قال فجرجيس أولى لأنه طبخ واحرق ثم قام سالما ثم قال له كن أى أنشأه بشرا فيكون أى فكان وهو حكاية حال ماضية وثم لترتيب الخبر على الخبر لا لترتيب المخبر عنه الحق من ربك خبر مبتدأ مخذوف أى هو الحق فلا تكن أيها السامع من الممترين الشاكين ويحتمل أن يكون الخطاب للنبى صلى الله عليه و سلم ويكون من باب التهييج لزيادة الثبات لأنه عليه السلام معصوم من الامتراء فمن حاجك من النصارى فيه فى عيسى من بعد ما جاءك من العلم من البينات الموجبة للعلم وما بمعنى الذى فقل تعالوا هلموا والمراد المجئ بالعزم والرأى كما تقول تعال لنفكر فى هذه المسألة ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم أى يدع كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة ثم نبهل ثم نتباهل بأن نقول بهلة الله على الكاذب منا ومنكم والبهلة بالفتح والضم اللعنة وبهله الله لعنه وأبعده من رحمته وأصل الابتهال هذا ثم يستعمل فى كل دعاء يجتهد فيه و إن لم يكن التعانا وروى أنه عليه السلام لما دعاهم إلى المباهلة قالوا حتى ننظر فقال


الصفحة التالية
Icon