آل عمران ١١٩ - ١٢١
وتؤمنون بالكتاب كله للحال وانتصابها من لا يحبونكم أى لا يحبونكم والحال انكم تؤمنون بكتابهم كله وهم مع ذلك يبغضونكم فما بالكم تحبونهم وهم لا يؤمنون بشئ من كتابكم وفيه توبيخ شديد لأنهم فى باطلهم أصلب منكم فى حقكم وقيل الكتاب للجنس و إذا لقوكم قالوا آمنا أظهروا كلمة التوحيد و إذا خلوا فارقوكم أو خلا بعضهم ببعض عضوا عليكم الأنامل من الغيظ يوصف المغتاظ والنادم بعض الأنامل والبنان والابهام قل موتوا بغيظكم دعاء عليهم بأن يزداد غيظهم حتى يهلكوا به والمراد بزيادة الغيظ زيادة ما يغيظهم من قوة الإسلام وعز أهله وما لهم فى ذلك من الذل والخزى إن الله عليم بذات الصدور فهو يعلم ما فى صدور المنافقين من الحنق والبغضاء وما يكون منهم فى حال خلو بعضهم ببعض وهو داخل فى جملة المقول أى أخبرهم بما يسرونه من عضهم الأنامل غيظا إذا خلوا وقل لهم إن الله عليم بما هو أخفى مما تسرونه بينكم وهو مضمرات الصدور فلا تظنوا أن شيئا من أسراركم يخفى عليه أو خارج عن المقول أى قل لهم ذلك يا محمد ولا تتعجب من اطلاعى إياك على ما يسرون فانى أعلم بما هو اخفى من ذلك وهو ما أضمروه فى صدورهم أن تمسسكم حسنة رخاء وخصب وغنيمة ونصرة تسؤهم تحزنهم اصابتها وان تصبكم سيئة اضداد ما ذكرنا والمس مستعار من الاصابة فكان المعنى واحدا ألا ترى إلى قوله تعالى أن تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك مصيبة يفرحوا بها باصابتها و إن تصبروا على عداوتهم وتتقوا ما نهيتم عنه من موالاتهم أو وان تصبروا على تكاليف الدين ومشاقه وتتقوا الله فى اجتنابكم محارمه لا يضركم كيدهم شيئا مكرهم وكنتم فى حفظ الله وهذا تعليم من الله وارشاد إلى أن يستعان على كيد العدو بالصبر والتقوى وقال الحكماء إذا أردت أن تكبت من يحسدك فازدد فضلا فى نفسك لا يضركم مكى وبصرى ونافع من ضاره يضيره بمعنى ضره وهو واضح والمشكل قراءة غيرهم لأنه جواب الشرط وجواب الشرط مجزوم فكان ينبغى أن يكون بفتح الراء كقراءة المفصل عن عاصم إلا أن ضمة الراء لا تباع ضمة الضاد نحو مد يا هذا إن الله بما تعملون بالتاء سهل أى من الصبر والتقوى وغيرهما محيط ففاعل بكم ما أنتم أهله وبالياء غيره أى أنه عالم بما يعملون فى عداوتكم فمعاقبهم عليه وإذ غدوت من اهلك واذكر يا محمد إذ خرجت غدوة من أهلك بالمدينة والمراد غدوه من حجرة عائشة رضى الله عنها إلى أحد


الصفحة التالية
Icon