آل عمران ١٢٧ - ١٣٣
لأجله فينقلبوا خائبين فيرجعو غير ظافرين بمبتغاهم ليس لك من الامر شيء اسم ليس شيء والخبر لك ومن الامر حال من شيء لانها صفة مقدمة أو يتوب عليهم عطف على ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم وليس لك من الأمر شيء اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه والمعنى أن الله تعالى مالك أمرهم فإما أن يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب عليهم إن أسلموا أو يعذبهم إن أصروا على الكفر وليس لك من أمرهم شيء إنما أنت عبد مبعوث لانذارهم ومجاهدتهم وعن الفراء أو بمعنى حتى وعن ابن عيسى بمعنى إلا أن كقولك لآلزمتك أو تعطينى حقى أى ليس لك من امرهم شيء إلا أن يتوب الله عليهم فتفرح بحالهم أو يعذبهم فتشفى منهم وقيل أراد أن يدعوا عليهم فنهاه الله تعالى لعلمه أن فيهم من يؤمن فإنهم ظالمون مستحقون للتعذيب ولله ما فى السموات وما فى الأرض أى الأمر له لا لك لأن ما فى السموات وما فى الأرض ملكه يغفر لمن يشاء للمؤمنين ويعذب من يشاء الكافرين والله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافا مضاعفة مضعفة مكى وشامى هذا نهى عن الربا مع التوبيخ بما كانوا عليه من تضعيفه كان الرجل منهم إذا بلغ الدين محله يقول إما أن تقضى حقى أو تربى وتزيد فى الأجل واتقوا الله فى أكله لعلكم تفلحون واتقوا النار التى أعدت للكافرين كان أبو حنيفة رضى الله عنه يقول هى أخوف آية فى القرآن حيث اوعد الله المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه فى اجتناب محارمه وقد أمد ذلك بما أتبعه من تعليق رجاء المؤمنين لرحمته بتوفرهم على طاعته وطاعة رسوله بقوله وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون وفيه رد على المرجئة فى قولهم لا يضر مع الإيمان ذنب ولا يعذب بالنار أصلا وعندنا غير الكافرين من العصاة قد يدخلها ولكن عاقبة أمره الجنة وفى ذكره تعالى لعل وعسى فى نحو هذا المواضع و إن قال أهل التفسير أن لعل وعسى من الله للتحقيق مالا يخفى على العارف من دقة مسلك التقوى وصعوبة إصابة رضا الله تعالى وعزة التوصل إلى رحمته وثوابه وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة سارعوا مدنى وشامى فمن أثبت الواو عطفها على ما قبلها ومن حذفها استأنفها ومعنى المسارعة إلى المغفرة


الصفحة التالية
Icon