آل عمران ١٣٥ - ١٣٩
القبح ويجوز أن يكون والذين مبتدأ خبره أولئك و ظلموا أنفسهم قيل الفاحشة الكبيرة وظلم النفس الصغيرة أو الفاحشة الزنا وظلم النفس القبلة واللمسة ونحوهما ذكروا الله بلسانهم أو بقلوبهم ليبعثهم على التوبة فاستغفروا لذنوبهم فتابوا عنها لقبحها نادمين قيل بكى إبليس حين نزلت هذه الآية ومن يغفر الذنوب إلا الله من مبتدأ ويغفر خبره وفيه ضمير يعود إلى من و إلا الله بدل من الضمير في يغفر والتقدير ولا أحد يغفر الذنوب إلا الله وهذه جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه وفيه تطييب لنفوس العباد وتنشيط للتبوبة وبعث عليها وردع عن اليأس والقنوط وبيان لسعة رحمته وقرب مغفرته ن التائب وإشعار بأن الذنوب وإن جلت فإن عفوه أجل وكرمه أعظم ولم يصروا على ما فعلوا ولم يقيموا على قبيح فعلهم والاصرار الإقامة قال عليه السلام ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة وروى لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغير مع الاصرار وهم يعلمون حال من الضمير فى ولم يصروا أى وهم يعلمون أنهم أساءوا أو وهم يعلمون أنه لا يغفر ذنوبهم إلا الله أولئك الموصوفون جزاؤهم مغفرة من ربهم بتوبته وجنات برحمته تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين المخصوص بالمدح محذوف أى ونعم أجر العاملين وذلك يعنى المغفرة والجنات نزلت فى ثمار قال لامرأة تريد التمر فى بيتى تمر أجود فأدخلها بيته وضمها إلى نفسه وقبلها فندم أو فى أنصارى استخلفه ثقفى وقد آخى بينهما النبى عليه السلام فى غيبة غزوة فأتى اهله لكفاية حاجة فرآها فقبلها فندم فساح فى الأرض صارخا فاستعتبه الله تعالى قد خلت مضت من قبلكم سنن يريد ما سنة الله تعالى فى الأمم المكذبين من وقائعه فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فتعتبروا بها هذا أى القرآن أو ما تقدم ذكره بيان للناس وهدى أى إرشاد وموعظة ترغيب وترهيب للمتقين عن الشرك ولا تهنوا ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم من الهزيمة ولا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة أو على من قتل منكم أو جرح وهو تسلية من الله لرسوله وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية لقلوبهم وأنتم الأعلون وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد أو أنتم الأعلون بالنصر والظفر فى العاقبة


الصفحة التالية
Icon