آل عمران ١٤٦ - ١٤٩
كتب الموت كتابا مؤجلا مؤقتا له أجل معلوم لا يتقدم ولا يتأخر ومن يرد بقتاله ثواب الدنيا أى الغنيمة وهو تعريض بالذين شغلتهم الغنائم يوم أحد نؤته منها من ثوابها ومن يرد ثواب الآخرة أى إعلاء كلمة الله والدرحة فى الآخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين وسنجزى الجزاء المبهم الذين شكروا نعمة الله فلم يشغلهم شيء عن الجهاد وكأين أصله أى دخل عليه كاف التشبيه وصار فى معنى كم التى للتكثير وكائن يوزن كاع حيث كان مكى من نبى قاتل قتل مكى وبصرى ونافع معه حال من الضمير فى قتل أى قتل كائنا معه ربيون كثير والربيون والربانيون وعن الحسن بضم الراء وعن البعض بفتحها فالفتح على القياس لأنه منسوب إلى الرب والضم والكسر من تغييرات النسب فما وهنوا فما فتروا عند قتل نبيهم لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا عن الجهاد بعده وما استكانوا وما خضعوا لعدوهم وهذا تعريض بما أصابهم من الوهن عند الارجاف بقتل رسول الله عليه السلام واستكانتهم لهم حيث أرادوا أن يعتضدوا بابن أبى فى طلب الأمان من أبى سفيان والله يحب الصابرين على جهاد الكافرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا أى وما كان قولهم إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب إلى أنفسهم مع كونهم ربانيين هضمالها وإسرافنا فى أمرنا تجاوزنا حد العبودية وثبت أقدامنا فى القتال وانصرنا على القوم الكافرين بالغلبة وقدم الدعاء الاستغفار من الذنوب على طلب تثبيت الأقدام فى مواطن الحرب والنصرة على الأعداء لأنه أقرب إلى الإجابة لما فيه من الخضوع والاستكانة فآتاهم الله ثواب الدنيا أى النصرة والظفر والغنيمة وحسن ثواب الآخرة المغفرة والجنة وخص بالحسن دلالة على فضله وتقدمه و أنه هو المعتد به عنده والله يحب المحسنين أى هم محسنون والله يحبهم يا أيها الذين آمنوا أن تطيعوا الذين كفورا يردوكم على أعقابكم يرجعوكم إلى الشر فتنقلبوا خاسرين قيل هو عام فى جميع الكفار وعلى المؤمنين أن يجانبوهم ولا يطيعوهم فى شيء حتى لا يستجروهم إن موافقتهم وعن السدى إن تستكينوا لأبى سفيان وأصحابه وتستأمنوهم يردوكم إلى دينهم وقال على رضى الله عنه نزلت فى قول المنافقين


الصفحة التالية
Icon