آل عمران ١٥٥ - ١٥٨
وجمع أبى سفيان للقتال بأحد إنما استزلهم الشيطان دعاهم إلى الزلة وحمهلم عليها ببعض ما كسبوا بتركهم المركز الذى امرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالثبات فيه فالإضافة إلى الشيطان لطف وتقريب والتعليل بكسبهم وعظ وتأديب وكان اصحاب محمد عليه السلام تولوا عنه يوم أحد إلا ثلاثة عشر رجلا منهم أبو بكر وعلى وطلحة وابن عوف وسعد بن أبى وقاص والباقون من الأنصار ولقد عفا الله عنهم تجاوز عنهم إن الله غفور رحيم للذنوب حليم لا يعاجل بالعقوبة يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا كابن أبى وأصحابه وقالوا لإخوانهم أى فى حق إخوانهم في النسب أو في النفاق إذا ضربوا فى الأرض سافروا فيها للتجارة أو غيرها أو كانوا غزا جمع غاز كعاف وعفى وأصابهم موت أو قتل لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم اللام يتعلق بلا تكونوا أى لا تكونوا كهؤلاء فى النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم خاصة ويصون منها قلوبكم أو بقالوا أى قالوا ذلك واعتقدوه ليكون ذلك حسرة فى قلوبهم خصاة والحسرة الندامة على فوت المحبوب والله يحيى ويميت رد لقولهم إن القتال يقطع الآجال أى الأمر بيده قد يحيى المسافر والمقاتل ويميت المقيم والقاعد والله بما تعملون بصير فيجازيكم على أعمالكم يعملون مكى وحمزة وعلى أى الذين كفروا ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم متم وبابه بالكسر نافع وكوفى غير عاصم تابعهم حفص إلا فى هذه السورة كأنه أراد الوفاق بينه وبين قتلتم غيرهم بضم الميم فى جميع القرآن فالضم من مات يموت والكسر من مات يمات كخاف يخاف فكما تقول خفت تقول مت لمغفرة من الله ورحمة خير مما تجمعون ما بمعنى الذى والعائد محذوف وبالياء حفص ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون لإلى الرحيم الواسع الرحمة المثيب العظيم الثواب تحشرون ولوقوع اسم الله فى هذا الموضع مع تقديمه وادخال اللام على الحرف المتصل به شأن غنى عن البرهان لمغفرة جواب القسم وهو ساد مسد جواب الشرط وكذلك لإلى الله تحشرون كذب الكافرين اولا فى زعمهم أن من سافر من إخوانهم أو غزا لو كان بالمدينة لما مات ونهى المسلمين عن ذلك لأنه سبب التقاعد عن


الصفحة التالية
Icon