آل عمران ١٦٨ - ١٧٢
فيما أمرناهم به من الانصراف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم والقعود ووافقوا نافيه لما قتلوا كما لم نقتل قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين بأن الحذر ينفع من القدر فخذوا حذركم من الموت أو معناه قل إن كنتم صادقين فى انكم وجدتم إلى دفع القتل سبيلا وهو القعود عن القتال فخذوا إلى دفع الموت سبيلا وروى أنه مات يوم قالوا هذه المقالة سبعون منافقا ونزل فى قتلى أحد ولا تحسبن شامى وحمزة وعلى وعاصم وبكسرالسين غيرهم والخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو لكل أحد الذين قتلوا قتلوا شامى فى سبيل الله أمواتا بل أحياء بل هم أحياء عند ربهم مقربون عنده ذوو زلفى يرزقون مثل ما يرزق سائر الأحياء يأكلون ويشربون وهو تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التى هم عليها من التنعم برزق الله فرحين حال من الضمير فى يرزقون بما آتاهم الله من فضله وهو التوفيق فى الشهادة وما ساق اليهم من الكراهة والتفضيل على غيرهم من كونهم أحياء مقربين معجلالهم رزق الجنة ونعيمها وقال النبى عليه السلام لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر تدور فى أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة فى ظل العرش وقيل هذا الرزق فى الجنة يوم القيامة وهو ضعيف لأنه لا يبقى للتخصيص فائدة ويستبشرون بالذين ربإخوانهم المجاهدين الذين لم يلحقوا بهم لم يقتلوا فيلحقوا بهم من خلفهم يريد الذين من بعدهم خلفهم قد بقوا من بعدهم وهم قد تقدموهم أو لم يلحقوا بهم يدركوا فضلهم ومنزلتهم ألا خوف عليهم بدل من الذين والمعنى ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين وهم أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به وفى ذكر حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعث للباقين بعدهم على الجد فى الجهاد والرغبة فى نيل منازل الشهداء ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل يسرون بما أنعم الله عليهم وما تفضل عليهم من زيادة الكرامة و أن الله عطف على النعمة والفضل و أن الله على بالكسر على الاستئناف وعلى أن الجملة اعتراض لا يضيع أجر المؤمنين بل يوفر عليهم الذين استجابوا لله والرسول مبتدأ خبره للذين أحسنوا وصفة للمؤمنين أو نصب على المدح من بعد ما أصابهم القرح الجرح روى أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا


الصفحة التالية
Icon