آل عمران ١٧٥ - ١٧٨
إنما ذلكم المثبط هو الشيطان وهو نعيم يخوف أولياءه أى المنافقين وهو جملة مستأنفة بيان لشيطنته أو الشيطاتن صفة لاسم الاشارة ويخوف الخبر فلا تخافوهم أى اولياءه وخافون إن كنتم مؤمنين لأن الإيمان يقتضى أن يؤثر العبد خوف الله على خوف غيره وخافونى فى الوصل والوقف سهل ويعقوب وافقهما أبو عمرو فى الوصل ولايحزنك يحزنك فى كل القرآن نافع إلا فى سورة الأنبياء لا يحزنهم الفراغ الأكبر الذين يسارعون فى الكفر يعنى لا يحزنونك لخوف أن يضروك ألا ترى إلى قوله إنهم لن يضروا الله شيئا أى أولياء الله يعنى أنهم لا يضرون بمسارعتهم فى الكفر غير أنفسهم وما وبال ذلك عائدا على غيرهم ثم بين كيف يعود وباله عليهم بقوله يريد الله ألا يجعل لهم حظا فى الآخرة أى نصيبا من الثواب ولهم بدل الثواب عذاب عظيم وذلك أبلغ ما ضر به الإنسان نفسه و الآية تدل على إرادة الكفر ومعاصي لأن إرادته ان لا يكون لهم ثواب في الآخرة لا تكون بدون إرادة كفرهم ومعاصيهم إن الذين اشتروا الكفر بالايمان أى استبدلوه به لن يضروا الله شيئا هو نصب على المصدر أى شيئا من الضرر الآية الاولى فيمن نافق من المتخلفين أو ارتد عن الإسلام والثانية فى جميع الكفار أو على العكس ولهم عذاب أليم ولا يحسبن وثلاثة بعدها مع ضم الباء فى يحسبنهم بالياء مكى و أبو عمر وكلها بالتاء حمزة وكلها بالياء مدنى وشامى إلا فلا تحسبنهم فإنها بالتاء الباقون الأوليان بالياء والأخريان بالتاء الذين كفروا فيمن قرأ بالياء رفع أى ولا يحسبن الكافرون و إن مع اسمه وخبره فى قوله أنما نملى لهم خير لأنفسهم فى موضع المفعولين ليحسبن والتقدير ولا يحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرا لأنفسهم وما مصدرية وكان حقها في قياس علم الخط أن تكتب مفصولة ولكنها وقعت في الامام متصلة فلا يخالف وفيمن قرأ بالتاء نصب أي ولا تحسبن الكافرين وأنما نملى لهم خير لأنفسهم بدل من الكافرين أى ولا تحسبن أن ما نملى للكافرين خير لهم وان مع ما فى حيزه ينوب عن المفعولين والإملاء لهم امهالهم واطالة عمرهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ما هذه حقها أن تكتب متصلة لانها كافة دون الأولى وهذه جملة مستأنفة تعليل للجملة قبلها كأنه قبل ما بالهم لا يحسبون الاملاء خيرا لهم فقيل إنما نملى لهم ليزدادوا إثما والآية حجة لنا على المعتزلة فى مسألتى الأصلح وارادة المعاصى ولهم عذاب مهين واللام فى


الصفحة التالية
Icon