آل عمران ١٨١ - ١٨٤ أبلغ فى الوعيد والياء على الظاهر لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء قال ذلك اليهود حين سمعوا قوله تعالى من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا وقالوا إن إله محمد يستقرض منا فنحن إذا أغنياء وهو فقير ومعنى سماع الله له انه لم يخف عليه و أنه أعدله كفاء من العقاب سنكتب ما قالوا سنأمر الحفظة بكتابة ما قالوا فى الصحائف أو سنحفظه إذ الكتاب من الخلق ليحفظ مافيه فسمى به مجازا وما مصدرية أو بمعنى الذى وقتلهم الأنبياء بغيرحق معطوف على ما جعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذانا بأنهما فى العظم إخوان و إن من قتل من الأنبياء لم يستبعد منه الاجتراء علىمثل هذا القول ونقول لهم يوم القيامة ذوقوا عذاب الحريق أى عذاب النار كما أذقتم المسلين الغصص قال الضحاك ويقول لهم ذلك خزنة جهنم و إنما اضيف إلى الله تعالى لأنه بأمره كما فى قوله سنكتب سيكتب وقتلهم ويقول حمزة ذلك إشارة إلى ما تقدم من عقابهم بما قدمت أيديكم أى ذلك العذاب بما قدمتم من الكفر والمعاصى والاضافة إلى اليد لأن أكثر الأعمال يكون بالأيدى فجعل كل عمل كالواقع بالأيدى على سبيل التغلب ولانه يقال للآمر بالشئ فاعله فذكر الأيدى للتحقيق يعنى أنه فعل نفسه لا غيره بأمره وأن الله ليس بظلام للعبيد وبأن الله لا يظلم عباده فلا يعاقبهم بغير جرم الذين قالوا فى موضع جر على البدل من الذين قالوا أو نصب باضمار أعنى أو رفع باضمارهم إن الله عهد إلينا أمرنا فى التوراة وأوصانا أن لا نؤمن بأن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار أى يقرب قربانا فتنزل نار من السماء فتأكله فإن جئتنا به صدقناك وهذه دعوى باطلة وافتراء على الله لأن اكل النار القربان سبب الإيمان للرسول الآتى به لكونه معجزة فهو إذا وسائر المعجزات سواء قل قد جاكم رسل من قبلى بالبينات المعجزات سوى القربان وبالذى قلتم أى بالقربان يعنى قد جاء أسلافكم الذين انتم على ملتهم وراضون بفعلهم فلم قتلتموهم أى كان امتناعكم عن الإيمان لأجل هذا فلم لم تؤمنوا بالذين أتوا به ولم قتلتموهم إن كنتم صادقين فى قولكم إنما نؤخر الإيمان لهذا فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك فان كذبك اليهود فلا يهولنك فقد فعلت الأمم بأنبيائها كذلك جاءوا بالبينات بالمعجزات الظاهرات والزبر الكتب جمع زبور من الزبر وهو الكتابة


الصفحة التالية
Icon