آل عمران ١٨٧ - ١٩٠
عمر وأبو بكر لأنهم غيب والضمير للكتاب أكد عليهم إيجاب بيان الكتاب واجتناب كتمانه فنبذوه وراء ظهورهم فنبذوا الميثاق و تأكيده عليهم أى لم يراعوه ولم يلتفتوا إليه والنبذ وراء الظهر مثل فى الطرح وترك الاعتداد وهو دليل على أنه يجب على العلماء أن يبينوا الحق للناس وما علموه و أن لا يكتموا منه شيئا لغرض فاسد من تسهيل على الظلمة وتطييب لنفوسهم أو لجر منفعة أو دفع أذية أو لبخل بالعلم وفى الحديث من كتم علما عن أهله ألجمه الله بلجام من نار واشتروا به ثمنا قليلا عرضا يسيرا فبئس ما يشترون والخطاب فى لا تحسبن لرسول الله واحد المفعولين الذين يفرحون والثاني بمفازة وقوله فلا تحسبنهم تأكيده تقديره لا تحسبنهم فلا تحسبنهم فائزين بما أتوا بما فعلوا وهى قراءة أبى وجاء و أنى يستعملان بمعنى فعل أنه كان وعده مأتيا لقد جئت شيئا فريا وقرأ النخعى بما آتوا أى أعطوا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب بمنجاة منه ولهم عذاب أليم مؤلم روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل اليهود عن شيء مما فى التوراة فكتموا الحق وأخبروه بخلافة وأروه أنهم قد صدقوه واستحمدوا إليه وفرحوا بما فعلوا من تدليسهم فأطلع الله رسوله على ذلك وسلاه بما أنزل من وعيدهم أى لا تحسبن اليهود الذين يفرحون بما فعلوا من تدليسهم عليك ويحبون أن تحمدهم بما لم يفعلوا من إخبارك بالصدق عما سألتهم عنه ناجين من العذاب وقيل هم المنافقون يفرحون بما أتوا من إظهار الإيمان للمسلمين وتوصلهم بذلك إلى أغراضهم ويستحمدون اليهم بالإيمان الذى لم يفعلوه على الحقيقة وفيه وعيد لمن يأتى بحسنة فيفرح بها فرح إعجاب ويحب أن يحمده الناس بما ليس فيه ولله ملك السموات و الأرض فهو يملك أمر هما وفيه تكذيب لمن قال إن الله فقير والله على كل شيء قدير فهو يقدر على عقابهم إن فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأدلة واضحة على صانع قديم عليم حكيم قادر لأولى الألباب لمن خلص عقله عن الهوى خلوص اللب عن القشر فيرى أن العرض المحدث فى الجواهر يدل على حدوث الجواهر لأن جوهرا ما لا ينفك عن عرض حادث وما لا يخلو عن الحادث فهو حادث ثم حدوثها يدل على محدثها وذا قديم و إلا لاحتاج إلى محدث آخر إلى مالا يتناهى وحسن صنعه يدل على علمه واتقانه يدل على


الصفحة التالية
Icon