النساء ٥٥ - ٥٨
ومنهم من أنكر نبوته وأعرض عنه وكفى بجهنم سعيرا للصادين إن الذين كفروا بآيتانا سوف نصليهم ندخلهم نارا كلما نضجت جلودهم أحرقت بدلناهم جلودا غيرها أعدنا تلك الجلود غير محترقة فالتبديل والتغيير لتغاير الهيئتين لا لتغاير الأصلين عند أهل الحق خلافا للكرامية وعن فضيل يجعل النضيج غير نضيج ليذوقوا العذاب ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز أعزك الله أى أدامك على عزك إن الله كان عزيزا غالبا بالانتقام لا يمتنع عليه شيء مما يريده بالمجرمين حكيما فيما يفعل بالكافرين والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة من الأنجاس والحيض والنفاس وندخلهم ظلا ظليلا هو صفة مشتقة من لفظ الظل لتأكيد معناه كما يقال ليل أليل وهو ما كان طويلا فينانا لا جوب فيه ودائما لا ننسخه الشمس وسجسجا لا حرفيه ولا برد وليس ذلك إلا ظل الجنة ثم خاطب الولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل بقوله إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وقيل قد دخل فى هذا الأمر أداء الفرائض التى هى أمانة الله تعالى التى حملها الإنسان وحفظ الحواس التى هى ودائع الله تعالى و إذا حكمتم بين الناس قضيتم أن تحكموا بالعدل بالسوية والانصاف وقيل إن عثمان بن طلحة بن عبد الدار كان سادن الكعبة وقد اخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم منه مفتاح الكعبة فلما نزلت الآية أمر عليا رضى الله عنه بأن يرده إليه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أنزل الله فى شأنك قرآنا و قرأ عليه الآية فأسلم عثمان فهبط جبريل عليه السلام وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن السدانة فى أولاد عثمان أبدا إن الله نعما يعظكم به ما نكرة منصوبة موصوفة ببعظكم به كأنه قيل نعم شيئا يعظكم به أو موصولة مرفوعة المحل صلتها ما بعدها أى نعم الشئ الذى يعظكم به والمخصوص بالمدح محذوف أى نعما يعظكم به ذلك وهو المأمور به من أداء الأمانات والعدل فى الحكم وبكسر النون وسكون العين مدنى و أبو عمرو وبفتح النون وكسر العين شامى وحمزة وعلى إن الله كان سميعا لاقوالكم بصيرا بأعمالكم لما


الصفحة التالية
Icon