النساء ٦١ - ٦٤
الرسول للتحاكم رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا يعرضون عنك إلى غيرك ليغروه بالرشوة فيقضى لهم فكيف تكون حالهم وكيف يصنعون إذا أصابتهم مصيبة من قتل عمر بشرا بما قدمت أيديهم من التحاكم إلى غيرك واتهامهم لك فى الحكم ثم جاءوك أى أصحاب القتيل من المنافقين يحلفون بالله حال إن أردنا ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك إلا إحسانا لا إساءة وتوفيقا بين الخصمين ولم ترد مخالفة لك ولا تسخطا لحكمك وهذا وعيد لهم على فعلهم وأنهم سيندمون عليه حين لا ينفعهم الندم ولا يغنى عنهم الاعتذار وقيل جاء أولياء المنافق يطلبون بدمه وقد أهدره الله فقالوا ما أردنا بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن صاحبنا بحكومة العدل والتوفيق بينه وبين خصمه وما خطر ببالنا أنه يحكم له بما حكم به أولئك الذين يعلم الله ما فى قلوبهم من النفاق فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا فأعرض عن قبول الأعذار وعظ بالزجر والانكار وبالغ فى وعظهم بالتخويف والانذار أو اعرض عن عقابهم وعظهم فى عتابهم وبلغ كنه ما فى ضميرك من الوعظ بارتكابهم والبلاغة أن يبلغ بلسانه كنه ما فى جنانه و فى أنفسهم يتعلق يقل لهم أى قل لهم فى معنى أنفسهم الخبيثة وقلوبهم المطوية على النفاق قولا بليغا يبلغ منهم ويؤثر فيهم وما أرسلنا من رسول أى رسولا قط ليطاع باذن الله بتوفيقه فى طاعته وتيسيره أو بسبب إذن الله فى طاعته وبأنه أمر المبعوث إليهم بأن يطيعوه لأنه مؤد عن الله فطاعته طاعة الله ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت جاءوك تائبين من النفاق معتذرين عما ارتكبوا من الشقاق فاستغفروا الله من النفاق والشقاق واستغفر لهم الرسول بالشفاعة لهم والعامل فى إذ ظلموا خير أن وهو جاءوك والمعنى ولو وقع مجيئهم فى وقت ظلمهم مع استغفارهم واستغفار الرسول لوجدوا الله توابا لعلموه توابا أى لتاب عليهم ولم يقل واستغفرت لهم وعدل عنه إلى طريقة الالتفات تفخيما لشأنه صلى الله عليه و سلم وتعظيما لاستغفاره وتنبيها على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان رحيما بهم قيل جاء إعرابى بعد دفنه عليه السلام فرمى بنفسه على قبره وحثا من ترابه على رأسه وقال يا رسول الله قلت فسمعنا وكان فيما أنزل عليك ولو أنهم إذ ظلموا