النساء ٩٦ - ٧٤
رفيقا أى وما أحسن أولئك رفيقا وهو كالصديق والخليط فى استواء الواحد والجمع فيه ذلك مبتدأ خبره الفضل من الله أو الفضل صفته ومن الله خبره والمعنى أن ما أعطى المطيعون من الأجر العظيم ومرافقة المنعم عليهم من الله لأنه تفضل به عليهم أو أراد أن فضل المنعم عليهم ومرتبتهم من الله وكفى بالله عليما بعباده وبمن هو أهل الفضل ودلت الآية على أن ما يفعل الله بعباده فهو فضل منه بخلاف ما يقوله المعتزلة يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم الحذر والحذر بمعنى وهو التحرز وهما كالإثر والأثر يقال اخذ حذره إذا تيقظ واحترز من المخوف كأنه جعل الحذر آلته التى يقى بها نفسه ويعصم بها روحه والمعنى احذروا واحترزوا أنه من العدو فانفروا ثبات فاخرجوا ألى العدو جماعات متفرقة سرية بعد سربة فالثبات الجماعات واحدها ثبات أو انفروا جميعا أى مجتمعين أو مع النبي عليه السلام لأن الجمع بدون السمع لا يتم والعقد بدون الواسطة لا ينتظم أو انفروا ثبات إذا لم يعم النفير أو انفروا جميعا إذا عم النفير وثبات حال وكذا جميعا وللام فى و إن منكم لمن للابتداء بمنزلتها فى إن الله لغفور ومن موصولة وفى ليبطئن اللام وجواب قسم محفوظ تقديره و إن منكم لمن أقسم بالله ليبطئن والقسم وجوابه صلة من والضمير الراجع منها إليه ما استكن فى ليبطئن أى ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد وبطؤ بمعنى أبطأ أى تأخرو يقال ما بطؤبك فيتعدى بالباء والخطاب لعسكر رسول الله صلى الله عليه و سلم و قوله منكم أى فى الظاهر دون الباطن يعنى المنافقين يقولون لم تقتلون انفسكم تأتوا حتى يظهر الأمر فإن أصابتكم مصيبة قتل أو هزيمة قال المبطى قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا حاضرا فيصيبنى مثل ما أصابهم ولئن أصابكم فضل من الله فتح أو غنيمة ليقولن هذا المبطئ مثلهفا على ما فاته من الغنيمة لا طلبا للمثوبة كأن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أى كأنه لم يكن وبالتاء مكى وحفص بينكم وبينه مودة وهى اعتراض بين الفعل وهو ليقولن وبين مفعلوله وهو يا ليتنى كنت معهم والمعنى كأن لم يتقدم له معكم موادة لأن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين فى الظاهر و إن كانوا يبغون لهم الغوائل فى الباطن فأفوز بالنصيب لأنه جواب التمنى فوزا عظيما فآخذ من الغنيمة حظا وافرا فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون يببعون الحيوة الدنيا بالآخرة والمراد المؤمنون الذين