النساء ١٣٠ - ١٣٥
الله كلا كل واحد منهما من سعته من غناه اى يرزقه زوجا خيرا من زوجه وعيشا أهنأ من عيشه وكان الله واسعا بتحليل النكاح حكيما بالإذن فى السراح فالسعة الغنى والقدرة والواسع الغنى ثم المقتدر بين غناه وقدرته بقوله ولله ما فى السموات وما فى الأرض خلقا والمتملكوت عبيده رقا ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب هو اسم للجنس فيتناول الكتب السمواية من قبلكم من الأمم السالفة وهو متعلق بوصينا أو بأوتوا واياكم عطف على الذين أوتوا أن اتقوا الله بأن اتقوا أو تكون أن المفسرة لأن التوصية فى معنى القول والمعنى أن هذه وصية قديمة ما زال يوصى اله عنها عباده ولستم بها مخصوصين لأنهم بالتقوى يسعدون عنده و إن تكفروا عطف على اتقوا لأن المعنى أمر ناهم وامرناكم بالتقوى وقلنا لهم ولكم إن تكفروا فإن لله ما فى السموات وما فى الأرض وكان الله غنيا عن خلقه وعن عبادتهم حميدا مستحقا لأن يحمد لكثرة نعمه و إن لم يحمده أحد وتكرير قوله لله ما فى السموات وما فى الأرض تقرير لما هو موجب تقواه لأن الخلق لما كان كله له وهو خالقهم ومالكهم فحقه أن يكون مطاعا فى خلقه غير معصى وفيه دليل على أن التقوى أصل الخير كله وقوله و إن تكفروا عقيب التقوى دليل على أن المراد الاتقاء عن الشرك ولله ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا فاتخذوه وكيلا ولا تتكلوا على غيره ثم خوفهم وبين قدرته بقوله إن يشأ يذهبكم يعدمكم أيها الناس ويأت بآخرين ويوجد إنسا آخرين مكانكم أو خلقا آخرين غير الإنس وكان الله على ذلك قديرا بليغ القدرة من كان يريد ثواب الدنيا كالمجاهد يريد بجهاده الغنيمة فعندالله ثواب الدنيا والآخرة فماله يطلب أحدهما دون الآخر والذى يطلبه أخسهما وكان الله سميعا للاقوال بصيرا بالأفعال وهو وعد ووعيد يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط مجتهدين فى إقامة العدل حتى لا تجوروا شهداء خبر بعد خبر لله أى تقيمون شهاداتكم لوجه