المائدة ٢ - ٣
ولا تعاونوا على الاثم والعدوان على الانتقام والتشفى أو البر فعل المأمور والتقوى ترك المحظور والاثم ترك المأمور والعدوان فعل المحظور ويجوز أن يراد العموم لكل بر وتقوى ولك اثم وعدوان فيتناول بعمومه العفو والانتصار واتقوا الله إن الله شديد العقاب لمن عصاه وما اتقاه ثم بين ما كان أهل الجاهلية يأكلونه فقال حرمت عليكم الميتة أى البهيمة التى تموت حتف أنفها والدم أى المسفوح وهو السائل ولحم الخنزير وكله نجس و إنما خص اللحم لأنه معظم المقصود وما أهل لغير الله به أى رفع الصوت به لغير الله وهو قولهم باسم اللات والعزة عند ذبحه والمنخنقة التى خنقوها حتى ماتت أو انخنقت بالشبكة أو غيرها والموقودة التى أثخنوها ضربا بعصا أو حجر حتى ماتت والمتردية التى تردت من جبل أو فى بئر فماتت والنطيحة المنطوحة وهى التى نطحتها اخرى فماتت بالنطح وما اكل السبع بعضه ومات بجرحه إلا ما ذكيتم إلا ما أدركتم ذكاته وهو يضطرب اضطراب المذبوح والاستثناء يرجع إلى المنخنقة وما بعدها فانه إذا أدركها وبها حياة فذبحها وسمى عليها حلت وما ذبح على النصب كانت لهم حجارة منصوبة حول البيت يذبحون عليها يعظمونها بذلك ويتقربون إليها تسمى الأنصاب واحدها نصب أو هو جمع والواحدنصاب و أن تستقسموا بالأزلام فى موضع الرفع بالعطف على المتية أى حرمت عليكم الميتة وكذا وكذا والاستقسام بالازلام وهى القداح المعلمة واحدها زلم وزلم كان أحدهم إذا أراد سفرا أو غزوا أو تجارة أو نكاحا أو غير ذلك يعمد إلى قداح ثلاثة على واحد منها مكتوب أمرنى ربى وعلى الآخر نهانى والثالث غفل فان خرج الآمر مضى لحاجته و إن خرج الناهى أمسك و إن خرج الغفل أعاده فمعنى الاسقسام بالأزلام طلب معرفة ما قسم له مما لم يقسم له بالأزلام قال الزجاج لا فرق بين هذا وبين قول المنجمين لا تخرج من أجل نجم كذا وأخرج لطلوع نجم كذا وفى شرح التاويلات رد هذا وقال لا يقول المنجم أن نجم كذا يأمر بكذا أو نجم كذا ينهى عن كذا كما كان فعل أولئك ولكن المنجم جعل النجوم دلالات وعلامات على أحكام الله تعالى ويجوز أن يجعل الله فى النجوم معانى واعلاما يدرك بها الأحكام ويستخرج بها الأشياء ولا لائمة فى ذلك إنما اللائمة عليه فيما يحكم على الله ويشهد عليه وقيل هو الميسر وقسمتهم الجزور على الأنصباء المعلومة ذلكم فسق الاستقسام بالأزلام خروج عن الطاعة ويحتمل أن يعود إلى كل محرم فى الآية اليوم ظرف لبئس ولم يرد به


الصفحة التالية
Icon