البقرة ٢٢ - ٢٣
كثيرا لأن المراد جماعة الثمرة و لأن الجموع يتعاور بعضها موقع بعض لالتقائها فى الجمعية لكم صفة جارية على الرزق إن أريد به العين وإن جعل اسما للمعنى فهو مفعول به كأنه قيل رزقا إياكم فلا تجعلوا لله أندادا هو متعلق بالأمر أى اعبدوا ربكم فلا تجعلوا له أندادا لأن أصل العبادة وأساسها التوحيد و أن لا يجعل له ند ولا شريك ويجوز أن يكون الذى رفعا على الابتداء وخبره فلا تجعلوا ودخول الفاء لأن الكلام يتضمن الجزاء أى الذى حفكم بهذه الآيات العظيمة والدلائل النيرة الشاهدة بالوحدانية فلا تتخذوا له شركاء والند المثل ولا يقال إلا للمثل المخالف والمناوئ ومعنى قولهم ليس لله ند ولا ضد نفى ما يسد مسده ونفى ما ينافيه وأنتم تعلمون انها لا تخلق شيئا ولا ترزق والله الخالق الرازق أو مفعول تعلمون متروك أى وأنتم من أهل العلم وجعل الأصنام لله أندادا غاية الجهل والجملة حال من الضمير فى فلا تجعلوا ولما احتج عليهم بما يثبت الوحدانية ويبطل الاشراك لخلقهم أحياء قادرين وخلق الأرض التي هي مثواهم ومستقرهم وخلق السماء التى هى كالقبة المضروبة والخيمة المطنبة على هذا القرار وما سواه عز و جل من شبه عقد النكاح بين المقلة والمظلة بانزال الماء منها عليها والاخراج به من بطنها أشباه النسل من الثمار رزقا لبنى آدم فهذا كله دليل موصل إلى التوحيد مبطل للاشراك لأن شيئا من المخلوقات لا يقدر على إيجاد شيء منها عطف على ذلك ما هو الحجة على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه و سلم وما يقرر إعجاز القرآن فقال وإن كنتم في ريب مما نزلنا ما نكرة موصوفة أو بمعنى الذى على عبدنا محمد عليه السلام والعبد اسم لمملوك من جنس العقلاء والمملوك موجود قهر بالاستيلاء وقيل نزلنا دون أنزلنا لأن المراد به النزول على سبيل التدريج والتنجيم وهو من محازه لمكان التحدى وذلك أنهم كانوا يقولون لو كان هذا من عند الله لم ينزل هكذا نجوما سورة بعد سورة وآيات غب آيات على حسب النوازل وعلى سنن ما نرى عليه أهل الخطابة والشعر من وجود ما يوجد منهم مفرقا حينا فحينا شيئا فشيئا لا يلقى الناظم ديوان شعره دفعة ولا يرمى الناثر بخطبه ضربة فلو انزله الله لأنزله جملة قال الله تعالى وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة فقيل إن ارتبتم فى هذا الذى وقع انزاله هكذا على تدريج فأتوا بسورة أى فهاتوا أنتم نوبة واحدة من نوبه وهلموا نجما فردا من نجومه سورة من أصغر السور والسورة الطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات وواوها إن كانت أصلا فاما أن تسمى بسور المدينة وهو حائطها لانها طائفة من القرآن محدودة محوزة على حيالها كالبلد المسور أو لأنها محتوية على فنون من العلم وأجناس من الفوائد كاحتواء سور المدينة على ما فيها وإما


الصفحة التالية
Icon