المائدة ١٩ - ٢٤
والله على كل شيء قدير فكان قادرا على إرسال محمد عليه السلام ضرورة و إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء لأنه لم يبعث فى أمه ما بعث فى بنى إسرائيل من الأنبياء وجعلكم ملوكا لأنه ملكهم بعد فرعون ملكه وبعد الجبابرة ملكهم و لأن الملوك تكاثروا فيهم تكاثر الأنبياء وقيل الملك من له سكن واسع فيه ماء جار وكانت منازلهم واسعة فيها مياه جارية وقيل من له بيت وخدم أو لأنهم كانوا مملوكين فى أيدى القبط فأنقذهم الله فسمى انقاذهم ملكا وآتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين من فلق البحر وإغراق العدوا و إنزال المن والسلوى وتظليل الغمام ونحو ذلك من الأمور العظام أو أراد عالمى زمانهم يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة أى المطهرة أو المباركة وهى ارض بيت المقدس أو الشام التى كتب الله لكم قسمها لكم أو سماها أو كتب فى اللوح المحفوظ أنها مساكن لكم ولا ترتدوا على أدباركم ولا ترجعوا على أعقابكم مدبرين منهزمين من خوف الجبابرة جبنا أو لا ترتدوا على أدباركم فى دينكم فتنقلبوا خاسرين فترجعوا خاسرين ثواب الدنيا و الآخرة قالوا يا موسى أن فيها قوما جبارين الجبار فعال من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه وهو العاتى الذى يجبر الناس على ما يريد وإنا لن ندخلها بالقتال حتى يخرجوا منها بغير قتال فإن يخرجوا منها بلا قتال فإنا داخلون بلادهم حينئذ قال رجلان كالب ويوشع من الذين يخافون الله ويخشونه كأنه قيل رجلان من المتقين وهو فى محل الرفع صفة لرجلان وكذ أنعم الله عليهما بالخوف منه ادخلوا عليهم الباب إى باب المدينة فإذا دخلتموه فإنكم غالبون أى انهزموا وكانت الغلبة لكم و إنما علما ذلك بإخبار موسى عليه السلام وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين إذ الإيمان به يقتضى التوكل عليه وهو قطع العلائق وترك التملق للخلائق قالوا يا موسى إنا لن ندخلها هذا نفى لدخولهم فى المستقبل على وجه التوكيد أبدا تعليق للنفى المؤكد بالدهر المتطاول ما داموا فيها بيان للأبد فاذهب أنت وربك


الصفحة التالية
Icon