المائدة ٢٧ - ٣١
بالصدق موافقا لما فى كتب الأولين أو تلاوة ملتبسة بالصدق والصحة أو واتل عليهم و أنت محق صادق إذ قربا نصب بالنبأ أى قصتهما وحديثهما فى ذلك الوقت أو بدل من النبأ أى اتل عليهم النبأ نبأ ذلك الوقت على تقدير حذف المضاف قربانا ما يتقرب به إلى الله من نسيكة أو صدقة يقال قرب صدقة وتقرب بها لأن تقرب مطاوع قرب والمعنى إذ قرب كل واحد منهما قربانه دليله فتقبل من أحدهما قربانه وهو هابيل ولم يتقبل من الآخر قربانه وهو قابيل روى أنه اوحى الله تعالى إلى آدم أن يزوج كل واحد منهما توأمه الآخر وكانت توأمة قابيل أجمل واسمها إقليما فحسده عليها أخاه وسخط فقال لهما آدم قربا قربانا فمن أيكما قبل يتزوجها فقبل قربان هابيل بأن نزلت نار فأكلته فازداد قابيل حسدا وسخطا وتوعده بالقتل وهو قوله قال لأقتلنك أى قال لهابيل قال إنما يتقبل الله من المتقين وتقديره قال لم تقتلنى قال لأن الله قبل قربانك ولم يقبل قربانى فقال إنما يتقبل الله من المتقين و أنت غير متق فإنما أوتيت من قبل نفسك لانسلاخها من لباس التقوى لا من قبلى وعن عامر بن عبد الله أنه بكى حين حضرته الوفاة فقيل له ما يبكيك وقد كنت وكنت قال إنى أسمع الله يقول إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت مددت إلى يدك لتقتلنى ما انا بباسط بماد يدى مدنى و أبو عمرو وحفص إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين قيل كان أقوى من القاتل وأبطش منه ولكن تحرج عن قتل اخيه واستسلم له خوفا من الله تعالى لأن الدفع لم يكن مباحا فى ذلك الوقت وقيل بل كان ذلك واجبا فإن فيه إهلاك نفسه ومشاركة للقاتل فى اثمه و إنما قتله فتكا على غفلة منه إنى أخاف حجازى و أبو عمرو إنى أريد مدنى أن تبوء أن تحتمل أو ترجع باثمى باثم قتلى إذا قتلتنى واثمك الذى لاجله لم يتقبل قربانك وهو عقوق الأب والحسد والحقد و إنما أراد ذلك لكفره برده قضية الله تعالى أو كان ظالما وجزاء الظالم جائز أن يراد فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فوسعته ويسرته من طاع له المرتع إذا اتسع فقتله عند عقبة حراء أو بالبصرة والمقتول ابن عشرين سنة فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه أى الله أو الغراب كيف يوارى