المائدة ٥٩ - ٦٣
المنزلة كلها و إن أكثركم فاسقون وهو عطف على المجرور أى وما تنقمون منا إلا الإيمان بالله وما أنزل وبأن أكثركم فاسقون والمعنى أعاديتمونا لأنا اعتقدنا توحيد الله وصدق أنبيائه وفسقكم لمخالفتكم لنا فى ذلك ويجوز أن يكون الواو بمعنى مع أى وما تنقمون منا إلا الإيمان بالله مع انكم فاسقون قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله أى ثوابا وهو نصب على التمييز والمثوبة و إن كانت مختصة بالإحسان ولكنها وضعت موضع العقوبة كقوله فبشرهم بعذاب أليم وكان اليهود يزعمون أن المسلمين مستوجبون للعقوبة فقيل لهم من لعنه الله شر عقوبة فى الحقيقة من أهل الإسلام فى زعمكم وذلك إشارة إلى المتقدم أى الإيمان أى بشر مما نقمتم من إيماننا ثوابا أى جزاء ولا بد من حذف مضاف قبله أو قبل من تقديره بشر من أهل ذلك أو دين من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة يعنى أصحاب السبت والخنازير أى كفار أهل مائدة عيسى عليه السلام أو كلا المسخين من أصحاب السبت فشبانهم مسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير وعبد الطاغوت أى العجل أو الشيطان لأن عبادتهم العجل بتزيين الشيطان وهو عطف على صلة من كأنه قيل ومن عبد الطاغوت وعبد الطاغوت حمزة جعله اسما موضوعا للمبالغة كقولهم رجل حذر وفطن للبليغ فى الحذر والفطنة وهو معطوف على القردة والخنازير أى جعل الله منهم عبد الطاغوت أولئك الممسوخون الملعونون شر مكانا جعلت الشرارة للمكان وهى لاهله مبالغة وأضل عن سواء السبيل عن قصد الطريق الموصل إلى الجنة ونزل فى ناس من اليهود كانوا يدخلون على النبى صلى الله عليه و سلم ويظهرون له الإيمان نفاقا و إذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به الباء للحال أى دخلوا كافرين وخرجوا كافرين وتقديره ملتبسين بالكفر وكذلك قد دخلوا وهم قد خرجوا ولذا دخلت قد تقريبا للماضى من الحال وهو متعلق بقالوا آمنا أى قالوا ذلك وهذه حالهم والله أعلم بما كانوا يكتمون من النفاق وترى كثيرا منهم من اليهود يسارعون فى الاثم الكذب والعدوان الظلم أو الاثم ما يختص بهم والعدوان ما يتعداهم إلى غيرهم والمسارعة فى الشئ الشروع فيه بسرعة وأكلهم السحت الحرام لبئس ما كانوا يعملون لبئس شيئا عملوه لولا هلا وهو تخصيض


الصفحة التالية
Icon