المائدة ٩١ - ٩٤
وهو وقوع التعادى والتباغض بين أصحاب الخمر والقمر وما يؤديان إليه من الصد عن ذكر الله وعن مراعاة أوقات الصلاة وخص الصلاة من بين الذكر لزيادة درجتها كأنه قال وعن الصلاة خصوصا و إنما جمع الخمر والميسر مع الأنصاب والأزلام أو لا ثم أفردهما آخرا لأن الخطاب مع المؤمنين و إنما نهاهم عما كانوا يتعاطونه من شرب الخمر واللعب بالميسر وذكر الأنصاب والأزلام لتأكيد تحريم الخمر والميسر واظهار أن ذلك جميعا من أعمال أهل الشرك فكأنه لا مباينة بين عابد الصنم وشارب الخمر والمقامر ثم أفردهما بالذكر ليعلم أنهما المقصود بالذكر فهل أنتم منتهون من أبلغ ما ينتهى به كأنه قيل قد تلى عليكم ما فيهما من الصوارف والزواجر فهل أنتم مع هذه الصوارف منتهون أم انتم على ما كنتم عيه كان لم توعظوا ولم تزجروا وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا وكونوا حذرين خاشعين لأنهم إذا حذروا دعاهم الحذر إلى اتقاء كل سيئة وعمل كل حسنة فإن توليتم عن ذلك فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين أى فاعلموا انكم لم تضروا بتوليكم الرسول لأنه ما كلف إلا البلاغ المبين بالآيات وانما ضررتم أنفسكم حين أعرضتم عما كلفتموه ونزل فيمن تعاطى شيئا من الخمر والميسر قبل التحريم ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا أى شربوا من الخمر وأكلوا من مال القمار قبل تحريمهما إذا ما اتقوا الشرك وآمنوا بالله وعملوا الصالحات بعد الإيمان ثم اتقوا الخمر والميسر بعد التحريم وامنوا بتحريمهما ثم اتقوا سائر المحرمات أو الأول عن الشرك والثانى عن المحرمات والثالث عن الشبهات وأحسنوا إلى الناس والله يحب المحسنين ولما ابتلاهم الله بالصيد عام الحديبية وهم محرمون وكثر عندهم حتى كان يغشاهم فى رحالهم فيستمكنون من صيده أخذا بأيديهم وطعنا برماحهم نزل يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ومعنى يبلوا بختبر وهو من الله لاظهار ما علم من العبد على ما علم لا لعلم مالم يعلم ومن للتبعيض إذ لا يحرم كل صيد أو لبيان الجنس ليعلم الله من يخافه بالغيب ليعلم الله خوف الخائف منه بالامتناع عن الاصطياد موجودا كما كان يعلم قبل وجوده أنه يوجد ليثيبه على عمله لا على علمه به فمن اعتدى فصاد بعد ذلك الابتلاء فله عذاب أليم قلل فى قوله بشئ من الصيد ليعلم