المائدة ٩٧ - ١٠١
عطف بيان قياما مفعول ثان أو جعل بمعنى خلق وقياما حال للناس أى انتعاشا لهم فى أمر دينهم ونهوضا إلى أعراضهم فى معاشهم ومعادهم لما يتم لهم من أمر حجهم وعمرتهم و أنواع منافعهم قبل لو تركوه عاما لم ينظروا ولم يؤخروا والشهر الحرام والشهر الذى يؤدى فيه الحج وهو ذو الحجة لأن فى اختصاصه من بين الاشهر بإقامة موسم الحج فيه شأنا قد علمه الله أو أريد به جنس الأشهر الحرم وهو رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم والهدى ما يهدى إلى مكة والقلائد والمقلد منه خصوصا وهو البدن فالثواب فيه أكثر وبهاء الحج معه أظهر ذلك إشارة إلى جعل الكعبة قياما أو إلى ما ذكر من حفظ حرمة الاحرام بترك الصيد وغيره لتعلموا أن الله يعلم ما فى السموات وما فى الأرض و أن الله بكل شيء عليم أى لتعلموا أن الله يعلم مصالح ما فى السموات وما فى الارض وكيف لا يعلم وهو بكل شيء عليم اعلموا أن الله شديد العقاب لمن استخف بالحرم والاحرام و أن الله غفور لآثام من عظم المشاعر العظام رحيم بالجانى الملتجئ إلى البلد الحرام وما على الرسول إلا البلاغ تشديد فى إيجاب القيام بما أمر به و أن الرسول قد فرغ مما وجب عليه من التبليغ وقامت عليكم الحجة ولزمتكم الطاعة فلا عذر لكم فى التفريط والله يعلم ما تبدون وما تكتمون فلا يخفى عليه نفاقكم ووفاقكم قل لا يستوى الخبيث والطيب لما أخبر أنه يعلم ما يبدون وما يكتمون ذكر أنه لا يستوى خبيثهم وطيبهم بل يميز بيهما فيعاقب الخبيث أى الكافر ويثيب الطيب أى المسلم ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله وآثروا الطيب وان قل على الخبيث و إن كثر وقبل هو عام فى حلال المال وحرامه وصالح العمل وطالحه وجيد الناس ورديئهم يا أولى الألباب أى العقول الخالصة لعلكم تفلحون كانوا يسألون النبى صلى الله عليه و سلم عن أشياء امتحانا فنزل يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء قال الخليل وسيبويه وجمهور البصريين أصله شيئاء بهمزتين بينهما ألف وهى فعلاء من لفظ شيء وهمزتها الثانية للتأنيث ولذا لم تنصرف كحمراء وهى مفردة لفظا جمع معنى ولما استثقلت الهمزتان المجتمعتان قدمت الاولى التى هى لام الكلمة فجعلت قبل الشين فصار وزنها لفعاء والجملة الشرطية والمعطوفة عليها أى قوله إن تبد لكم تسؤكم وإن تسئلوا


الصفحة التالية
Icon