المائدة ١١٥ - ١١٨
ما يعذب به لم يكن بد من الباء أحدا من العالمين عن الحسن أن المائدة لم تنزل ولو نزلت لكانت عيدا إلى يوم القيامة لقوله وآخرنا والصحيح أنها نزلت فعن وهب نزلت مائدة منكوسة تطير بها الملائكة عليها كل طعام إلا اللحم وقيل كانوا يجدون عليها ما شاءوا وقيل كانت تنزل حيث كانوا بكرة وعشيا و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أتخذونى وأمى الهين من دون الله الجمهور على أن هذا السؤال يكون فى يوم القيامة دليله سياق الآية وسباقها وقيل خاطبه به حين رفعه إلى السماء دليله لفظ إذ قال سبحانك من أن يكون لك شريك ما يكون لى ما ينبغى لى أن أقول ما ليس لى بحق أن أقول قولا لا يحق لى أن أقوله إن كنت قلته فقد علمته إن صح إنى قلته فيما مضى فقد علمته والمعنى إنى لا أحتاج إلى الاعتذار لانك تعلم إنى لم أقله ولو قلته علمته لانك تعلم ما فى نفسى ذاتى ولا أعلم ما فى نفسك ذاتك فنفس الشئ ذاته وهويته والمعنى تعلم معلومى ولا أعلم معلومك إنك أنت علام الغيوب تقرير للجملتين معا لأن ما انطوت عليه النفوس من جملة الغيوب و لأن ما يعلم علام الغيوب لا ينتهى اليه علم أحد ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أى ماأمرتهم إلا بما أمرتنى به ثم فسرما أمر به فقال أن اعبدوا الله ربى وربكم فإن مفسرة بمعنى أى وكنت عليهم شهيدا رقيبا ما دمت فيهم مدة كونى فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم الحفيظ وأنت على كل شيء شهيد من قولى وفعلى وقولهم وفعلهم إن تعذبهم فانهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم قال الزجاج علم عيسى عليه السلام أن منهم من آمن ومنهم من اقام على الكفر فقال فى جملتهم أن تعذبهم أى أن تعذب من كفر منهم فانهم عبادك الذين علمتهم جاحدين لآياتك مكذبين لأنبيائك و أنت العادل فى ذلك فانهم قد كفروا بعد وجوب الحجة عليهم و إن تغفر لهم أى لمن اقلع منهم وآمن فذلك تفضل منك و أنت عزيز لا يمتنع عليك ما تريد حكيم فى ذلك أو


الصفحة التالية
Icon