الأنعام ٣١ - ٣٤
ما فرطنا قصرنا فيها فى الحياة الدنيا أو فى الساعة أى قصرنا فى شأنها وفى الإيمان بها وهم يحملون أوزارهم آثامهم على ظهورهم خص الظهر لأن المعهود حمل الأثقال على الظهور كما عهد الكسب بالأيدى وهو مجاز عن اللزوم على وجه لا يفارقهم وقيل أن الكافر إذا خرج من قبره استقبله أقبح شيء صورة وأخبثه ريحا فيقول انا عملك السيئ فطالما ركبتنى فى الدنيا و أنا أركبك اليوم ألا ساء ما يزرون بئس شيئا يحملونه وأفاد ألا تعظيم ما يذكر بعده وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو جواب لقولهم أن هى إلا حياتنا الدنيا واللعب ترك ما ينفع بما لا ينفع واللهو الميل عن الجد إلى الهزل قيل ما أهل الحياة الدنيا إلا أهل لعب ولهو وقيل ما أعمال الحياة الدنيا إلا لعب ولهو لانها لا تعقب منفعة كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة وللدار مبتدأ الآخرة صفتها ودار الآخرة بالاضافة شامى أى ولدار الساعة الآخرة لأن الشئ لا يضاف إلى صفته وخبر المبتدأ على القراءتين خير للذين يتقون وفيه دليل على أما سوى أعمال المتقين لعب ولهو أفلا يعقلون بالتاء مدنى وحفص نزلت لما قال أبو جهل ما نكذبك يا محمد وإنك عندنا لمصدق و إنما نكذب ما جئتنا به نزل قد نعلم إنه الهاء ضمير الشأن ليحزنك الذى يقولون فانهم لا يكذبونك لا ينسبونك إلى الكذب وبالتخفيف نافع وعلى من أكذبه إذا وجده كاذبا ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون من إقامة الظاهر مقام المضمر وفيه دلالة على أنهم ظلموا فى جحودهم والباء يتعلق بيجحدون أو بالظالمين كقوله فظلموا بها والمعنى أن تكذيبك أمر راجع إلى الله لانك رسوله المصدق بالمعجزات فهم لا يكذبونك فى الحقيقة و إنما يكذبون الله لأن تكذيب الرسل تكذيب المرسل ولقد كذبت رسل من قبلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو دليل على أن قوله فانهم لا يكذبونك ليس بنفى لتكذيبه و إنما هو من قولك لغلامك إذا أهانه بعض الناس إنهم لم يهينوك و إنما أهانونى فصبروا الصبر حبس النفس على المكروه على ما كذبوا وأوذوا على تكذيبهم وإيذائهم حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله لمواعيده من قوله ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون انا لننصر رسلنا ولقد جاءك من نبإ المرسلين بعض أنبائهم وقصصهم وما كابدوا من مصابرة المشركين وأجاز


الصفحة التالية
Icon