الأنعام ٣٨ - ٤٢
ودلالة واقتضاء ثم إلى ربهم يحشرون يعنى الأمم كلها من الدواب والطيور فينصف بعضها من بعض كما روى أنه يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كونى ترابا و إنما قال إلا أمم مع افراد الدابة والطائر لمعنى الاستغراق فيها ولما ذكر من خلائقه وآثار قدرته ما يشهد لربوبيته وينادى على عظمته قال والذين كذبوا بآياتنا صم لا يسمعون كلام المنيه وبكم لا ينطقون بالحق خابطون فى الظلمات أى ظلمة الجهل والحيرة والكفر غافلون عن تأمل ذلك والتفكر فيه صم وبكم خبر الذين ودخول الواو لا يمنع من ذلك وفى الظلمات خبر آخر ثم قال إيذانا بأنه فعال لما يريد من يشإ الله يضلله أى من يشإ الله ضلاله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وفيه دلالة خلق الأفعال وإرادة المعاصى ونفى الأصلح قل أرءيتكم وبتليين الهمزة مدنى وبتركه على ومعناه هل علمتم أن الأمر كما يقال لكم فاخبرونى بما عندكم والضمير الثانى لا محل له من الاعراب والتاء ضمير الفاعل ومتعلق الاستخبار محذوف تقديره أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة من تدعون ثم بكتهم بقوله أغير الله تدعون أى أتخصون آلهتكم بالدعوة فيما هو عادتكم إذا أصابكم ضر أم تدعون الله دونها إن كنتم صادقين فى أن الأصنام آلهة فادعوها لتخلصكم بل إياه تدعون بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة فيكشف ما تدعون إليه أى ما تدعونه إلى كشفه إن شاء إن أراد أن يتفضل عليكم وتنسون ما تشركون وتتركون آلهتكم أو لا تذكرون آلهتكم فى ذلك الوقت لأن أذهانكم مغمورة بذكر ربكم وحده إذ هو القادر على كشف الضر دون غيره ويجوز أن يتعلق الاستخبار بقوله أغير الله تدعون كأنه قيل أرءيتكم أغير الله تدعون إن أتاكم عذاب الله ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك رسلا فالمفعول محذوف فكذبوهم فأخذناهم بالبأساء والضراء بالبؤس والضر والأول القحط والجوع والثانى المرض ونقصان الأنفس والأموال لعلهم يتضرعون يتذللون ويتخشعون لربهم ويتوبون عن ذنوبهم فالنفوس تتخشع عند نزول الشدائد قلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا أى هلا تضرعوا بالتوبة ومعناه نفى التضرع كأنه قيل