الأنعام ٧٩ - ٨٤
شركاء لخالقها وقيل هذا كان نظره واستدلاله فى نفسه فحكاه الله تعالى والأول اظهر لقوله يا قوم إنى برئ مما تشركون إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات و الأرض أي للذى دلت هذه المحدثات على أنه منشئها حنيفا حال أى مائلا عن الأديان كلها إلا هذا الإسلام وما انا من المشركين بالله شيئا من خلقه وحاجه قومه فى توحيد الله تعالى ونفى الشركاء عنه قال أتحاجونى فى الله فى توحيده اتحاجونى مدنى وابن ذكوان وقد هدان إلى التوحيد والياء فى الوصل أبو عمرو ولما خوفوه أن معبوداتهم تصيبه بسوء قال ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيئا أى لا أخاف معبوداتكم فى وقت قط لانها لا تقدر على منفعة ولا مضرة إلا إذا شاء ربى أن يصيبنى منها بضر فهو قادر على أن يجعل فيما شاء نفعا وفيما شاء ضرا لا الاصنام وسع ربى كل شيء علما فلا يصيب عبدا شيء من ضر أو نفع إلا بعلمه أفلا تتذكرون فتميزوا بين القادر والعاجز وكيف أخاف ما أشركتم معبوداتكم وهى مامونة الخوف ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به بإشراكه عليكم سلطانا حجة إذ الاشراك لا يصح أن يكون عليه حجة والمعنى وما لم تفكرون على الأمن فى موضع الأمن ولا تنكرون على أنفسكم الأمن فى موضع الخوف فأى الفريقين أى فريقى الموحدين والمشركين أحق بالامن من العذاب إن كنتم تعلمون ولم يقل فأينا احترازا من تزكية نفسه ثم استأنف الجواب عن السؤال بقوله الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك عن الصديق رضى الله عنه اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ثم كلام إبراهيم عليه السلام وتلك حجتنا إشارة إلى جميع ما احتج به إبراهيم عليه السلام على قومه من قوله فلما جن عليه الليل إلى وهم مهتدون آتيناها إبراهيم على قومه وهو خبر بعد خبر نرفع درجات من نشاء فى العلم والحكمة وبالتنوين كوفى وفيه نقض قول المعتزلة فى الأصلح إن ربك حكيم بالرفع عليم بالأهل ووهبنا له لابراهيم اسحق