البقرة ٣١ - ٣٤
الأبلاس الأماء كلها أى أسماء المسميات فحذف المضاف إليه لكونه معلوما مدلولا عليه بذكر الأسماء إذ الاسم يدل على المسمى وعوض منه اللام كقوله تعالى واشتعل الرأس شيبا ولا يصح أن يقدر وعلم آدم مسميات الأسماء على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه لأن التعليم تعلق بالأسماء لا بالمسميات لقوله تعالى أنبئونى بأسماء هؤلاء وانبئهم بأسمائهم ولم يقل أنبئونى بهؤلاء وأنبهئهم بهم ومعنى تعليمه أسماء المسميات أنه تعالى اراه الأجناس التى خلقها وعلمه أن هذا اسمه فرس وهذا اسمه بعير وهذا اسمه كذا وهذا اسمه كذا وعن ابن عباس رضى الله عنهما علمه اسم كل شيء حتى القصعة والمعرفة ثم عرضهم على الملائكة أى عرض المسميات و إنما ذكر لأن فى المسميات العقلاء فغلبهم و إنما استنبأهم وقد علم عجزهم عن الإنباء على سبيل التبكيت فقال أنبئونى اخبرونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فى زعمكم أنى أستخلف فى الأرض مفسدين سفاكين للدماء وفيه رد عليهم وبيان أن فيمن يستخلفه من الفوائد العلمية التى هى اصول الفوائد كلها ما يستأهلون لأجله أن يستخلفوا قالوا سبحانك تنزيها لك أن يخفى عليك شيء أو عن الاعتراض عليك فى تدبيرك وأفادتنا الآية أن علم الأسماء فوق النخلى للعبادة فكيف بعلم الشريعة انتصابه على المصدر تقديره سبحت الله تسبيحا لا علم لنا إلا ما علمتنا وليس فيه علم الاسماء وما بمعنى الذى والعلم بمعنى المعلوم أى لا معلوم لنا إلى الذى علمتنا إنك أنت العليم غير المعلم الحكيم فيما قضيت وقدرت والكاف اسم إن وأنت مبتدا وما بعده خبره والجملة خبران أو أنت فصل والخبر العلم والحكيم خبر ثان قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم سمى كل شيء باسمه قال الم اقل لكم إنى اعلم غيب السموات والارض أى اعلم ما غاب فيهما عنكم مما كان ومما يكون و أعلم ما تبدون تظهرون وما كنتم تكتمون تسرون و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم أى اخضعوا له وأقروا بالفضل له عن ابى بن كعب وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان ذلك انحناء ولم يكن خرورا على الذقن والجمهور على أن المامور به وضع الوجه على الأرض وكان السجود تحية لآدم عليه السلام فى الصحيح إذ لو كان لله تعالى لما امتنع عنه إبليس وكان سجود التحية جائزا فيما مضى ثم نسخ بقوله عليه السلام لسلمان حين أراد أن يسجد له لا ينبغى لمخلوق أن يسجد لأحد إلا لله تعالى فسجدوا إلا إبليس الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله على وابن عباس وابن


الصفحة التالية
Icon