البقرة ٣٨ - ٤١
فلا خوف عليهم فى المستقبل فلا خوف بالفتح فى كل القرآن ولا هم يحزنون على ما خلفوا والشرط الثاني مع جوابه جواب الشرط الأول كقولك أن جئتنى فإن قدرت أحسنت إليك والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك مبتدأ والخبر أصحاب النار أى اهلها ومستحقوها والجملة فى موضع الرفع خبر المتبدأ أعنى والذين هم فيها خالدون يابنى إسرائيل هو يعقوب عليه السلام وهو لقب له ومعناه فى لسانهم صفوة الله أو عبد الله فإسرا هو العبد أو الصفوة وإيل هو الله بالعبرية وهو غير منصرف لوجود العليمة والعجمة اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم ذكرهم النعمة أن لا يخلوا بشكرها ويطيعوا مانحها و أراد بها ما أنعم به على آبائهم مما عدد عليهم من الانجاء من فرعون وعذابه ومن الغرق ومن العفو عن اتخاذ العجل والتوبة عليهم وما انعم به عليهم من إدراك زمن محمد صلى الله عليه و سلم المبشر به فى التوراة والإنجيل وأوفوا أدواوافيا تاما يقال وفيت له بالعهد فأنا واف به وأوفيت له بالعهد فأنا موف به والاختيار أوفيت وعليه نزل التنزيل بعهدى بما عهاد تمونى عليه من الإيمان بى والطاعة لى أو من الإيمان بنبى الرحمة والكتاب المعجز أوف بعهدكم بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب على حسناتكم والعهد يضاف إلى المعاهد والعاهد جميعا وعن قتادة هما لئن أقمتم ولأكفرن وقال أهل الإشارة اوفوا فى دار محنتى على بساط خدمتى بحفظ حرمتى أوف فى دار نعمتى على بساط كرامتى بسرور رؤيتى وإياى فارهبون فلا تنقضوا عهدى وهو من قولك زيدا رهبته وهو اوكد فى إفادة الاختصاص من إياك نعبد وإياى منصوب بفعل مضمر دل عليه ما بعده وتقديره فارهبوا إياي فارهبون وحذف الأول لأن الثاني يدل عليه وإنما لم ينتصب بقوله فارهبون لأنه أخذ مفعوله وهو الياء المحذوفة وكسرة النون دليل الياء كما لا يجوز نصب زيد فى زيدا فاضربه باضرب الذى هو ظاهر و آمنوا بما أنزلت يعنى القرآن مصدقا حال مؤكد من الهاء المحذوفة كأنه قيل أنزلته مصدقا لما معكم من التوراة يعنى فى العبادة والتوحيد والنبوة وأمر محمد عليه السلام ولا تكونوا أول كافر به أي أول من كفر به أو أول حزب أو فوج كافر به أو ولا يكن كل واحد منكم أول كافر به وهذا تعريض بأنه كان يجب أن يكونوا أول من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفته والضمير فى به يعود إلى القرآن ولا تشتروا ولا تستبدلوا


الصفحة التالية
Icon