البقرة ٥٥ - ٥٨
وأنتم تنظرون اليها حين نزلت ثم بعثناكم أحييناكم وأصله الاثارة من بعد موتكم لعلكم تشكرون نعمة البعث بعد الموت وظللنا عليكم الغمام جعلنا الغمام يظلكم وذلك فى التية سخر الله لهم السحاب يسير بسيرهم يظلهم من الشمس وينزل بالليل عمود من نار يسيرون فى ضوئه وثيابهم لا تتسخ ولا تبلى وأنزلنا عليكم المن الترنجبين وكان ينزل عليهم مثل الثلج من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لكل انسان صاع والسلوى كان يبعث الله عليهم الجنوب فتحشر عليهم السلوى وهى السمانى فيذبح الرجل منها ما يكفيه وقلنا لهم كلوا من طيبات لذيذات أو حلالات ما رزقناكم وما ظلمونا يعنى فظلموا بأن كفروا هذه النعم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون انفسهم مفعول يظلمون وهو خبر كان و إذ قلنا لهم بعد ما خرجوا من التيه ادخلوا هذه القرية أي بيت المقدس أو اريحاء والقرية المجتمع من قريت لأنها تجمع الخلق أمروا بدخولها بعد التيه فكلوا منها من طعام القرية وثمارها حيث شئتم رغدا واسعا وادخلوا الباب باب القرية أو باب القبة التى كانوا يصلون أليها وهم لم يدخلوا بيت المقدس فى حياة موسى عليه السلام و إنما دخلوا الباب فى حياته ودخلوا بيت المقدس بعده سجدا حال وهو جمع ساجد أمروا بالسجود عند الانتهاء إلى الباب شكرا لله تعالى وتواضعا له وقولوا حطة فعلة من الحط كالجلسة وهى خبر مبتدأ محذوف أى مسألتنا حطة أو أمرك حطة والأصل النصب وقد قرئ به بمعنى حط عنا ذنوبنا حطة و إنما رفعت لتعطى معنى الثبات وقيل امرنا حطة أي أن نحط فى هذه القرية ونستقر فيها وعن على رضى الله عنه هو بسم الله الرحمن الرحيم وعن عكرمة هو لا اله إلا الله نغفر لكم خطاياكم جمع خطيئة وهى الذنب يغفر مدنى تغفر شامى وسنزيد المحسنين أى من كان محسنا منكم كانت تلك الكلمة سببا فى زيادة ثوابه ومن كان مسيئا كانت له توب ومغفرة فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فيه حذف وتقديره فبدل الذين ظلموا بالذى قيل لهم قولا غير الذى قيل لهم فبدل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه و إلى آخر بالباء فالذى مع الباء متروك والذى بغير باء موجود يعنى وضعوا مكان حطة قولا غيرها أى أمروا بقول معناه التوبة والاستغفار


الصفحة التالية
Icon