البقرة ٩١ - ٩٤
التوراة ويكفرون بما وراءه أى قالوا ذلك والحال ٢أنهم يكفرون بما وراء التوراة وهو الحق مصدقا لما معهم غير مخالف له وفيه رد لمقالتهم لأنهم إذا كفروا بما يوافق التوراة فقد كفروا بها ومصدقا حال مؤكدة قل فلم تقتلون أنبياء الله أى فلم قتلتم فوضع المستقبل موضع الماضى ويدل عليه قوله من قبل إن كنتم مؤمنين أى من قبل محمد عليه السلام اعتراض عليهم بقتلهم الأنبياء مع ادعائهم الإيمان بالتوراة والتوراة لا تسوغ قتل الأنبياء قيل قتلوا فى يوم واحد ثلثمائة نبى فى بيت المقدس ولقد جاءكم موسى بالبينات بالآيات التسع وأدغم الدال فى الجيم حيث كان أبو عمرو وحمزة وعلى ثم اتخذتم العجل إلها من بعده من بعد خروج موسى عليه السلام إلى الطور وأنتم ظالمون هو حال أى عبدتم العجل وأنتم واضعون العبادة غير موضعها أو اعتراض أى و انتم قوم عادتكم الظلم و إذا أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة كرر ذكر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الاولى واسمعوا ما أمرتم به فى التوراة قالوا سمعنا قولك وعصينا أمرك وطابق قوله جوابهم من حيث أنه قال لهم اسمعوا وليكن سماعكم سماع تقبل وطاعة فقالوا سمعنا ولكن لا سماع طاعة واشربوا فى قلوبهم العجل أى تداخلهم حبه والحرص على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب وقوله فى قلوبهم بيان لمكان الإشراب والمضاف وهو الحب محذوف بكفرهم سبب كفرهم واعتقادهم التشبيه قل بئسما يأمركم به إيمانكم بالتوراة لأنه ليس فى التوراة عبادة العجل وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم وكذا إضافة الايمان اليهم إن كنتم مؤمنين تشكيك في إيمانهم وقدح في صحة دعواهم له قل إن كانت لكم الدار الآخرة أى الجنة عند الله ظرف ولكم خبر كان خالصة حال من الدار الآخرة أى سالمة لكم ليس لأحد سواكم فيها حق إن صح قولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا من دون الناس هو للجنس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين فيما تقولون لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها تخلصا من الدار ذات الشوائب كما نقل عن العشرة


الصفحة التالية
Icon