البقرة ٩٧ - ١٠١
ولو كان غيره لآمنا وقد عادانا مرارا وأشدها أنه أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخربه بختنصر فبعثنا من يقتله فلقيه ببابل غلاما مسكينا فدفع عنه جبريل وقال إن كان ربكم أمره بهلاككم فإنه لا يسلطكم عليه و إن لم يكن إياه فعلى أى ذنب تقتلونه فإنه نزله فإن جبريل نزل القرآن ونحو هذا الإضمار أعنى إضمار ما لم يسبق ذكره فيه فخامة حيث يجعل لفرط شهرته كأنه يدل على نفسه ويكتفى عن اسمه الصريح بذكر شيء من صفاته على قلبك أى حفظه إياك وخص القلب لأنه محل الحفظ كقوله نزل به الروح الأمين على قلبك وكان حق الكلام أن يقال على قلبى ولكن جاء على حكاية كلام الله كما تكلم به و إنما استقام أن يقع فإنه نزله جزاء للشرط لأن تقديره أن عادى جبريل احد من أهل الكتاب فلاوجه لمعاداته حيث نزل كتابا مصدقا للكتب بين يديه فلو أنصفوا لأحبوه وشكروا له صنيعه فى انزاله ما ينفعهم ويصحح المنزل عليه وقيل جواب الشرط محذوف تقديره من كان عدوا لجبريل فليمت غيظا فإنه نزل الوحى على قلبك بإذن الله بأمره مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين رد على اليهود حين قالوا إن جبريل ينزل بالحرب والشدة فقيل فإنه ينزل بالهدى والبشرى أيضا من كان عدو الله وملائكتة ورسله و جبريل وميكال بصرى وحفص وميكائل باختلاس الهمزة كميكاعل مدنى وميكائيل بالمد وكسر الهمزة مشبعة غيرهم وخص الملكان بالذكر لفضلهما كأنهما من جنس آخر إذ التغاير فى الوصف ينزل منزلة التغاير فى الذات فإن الله عدو للكافرين أى لهم فجاء بالظاهر ليدل على أن الله إنما عاداهم لكفرهم و أن عداوة الملائكة كفر كعداوة الأنبياء ومن عاداهم عاداه الله ولقد انزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون المتمردون من الكفرة واللام للجنس والأحسن أن تكون إشارة إلى أهل الكتاب وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال ابن صوريا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما جئتنا بشئ نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك بها فنزلت الواو فى أو كلما للعطف على محذوف تقديره أكفروا بالآيات البينات وكلما عاهدوا عهدا نبذه نقضه ورفضه قال فريق منهم لأن منهم من لم ينقض بل أكثرهم لا يؤمنون بالتوراة وليسوا من الدين فى شيء فلا يعدون نقض المواثيق ذنبا ولا يبالون به ولما جاءهم رسول من عند الله محمد صلى الله عليه و سلم مصدق لما معهم نبذ فريق


الصفحة التالية
Icon