البقرة ١١٤ - ١١٦
فيه أو منع المشركين رسول الله أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية و إنما قيل مساجد الله وكان المنع على مسجد واحد وهو بيت المقدس أو المسجد الحرام لأن الحكم ورد عاما و إن كان السبب خاصا كقوله تعالى ويل لكل همزة والمنزول فيه الأخنس بن شريق وسعى فى خرابها بانقطاع الذكر والمراد عن العموم كما اريد العموم بمساجد الله أولئك المانعون ما كان لهم أن يدخلوها أى ما كان ينبغى لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين حال من الضمير فى يدخلوها أى على حالى التهيب وارتعاد الفرائض من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا أن يستولوا عليها ويلوها ويمنعوا المؤمنين منها والمعنى ما كان الحق إلا ذلك لولا ظلم الكفرة وعتوهم روى أنه لا يدخل بيت المقدس احد من النصارى إلا متنكرا خيفة أن يقتل وقال قتادة لا يوجد نصرانى فى بيت المقدس إلا بولغ ضربا ونادى رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك وقيل معناه النهى عن تمكينهم من الدخول والتخلية بينهم وبينه كقوله تعالى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله لهم فى الدنيا خزى قتل وسبى للحربى وذلة بضرب الجزية للذمى ولهم فى الاخرة عذاب عظيم أى النار ولله المشرق والمغرب أى بلاد المشرق والمغرب كلها له وهو مالكها ومتوليها فأينما شرط تولوا مجزوم به أى ففى أى مكان فعلتم التولية يعنى تولية وجوهكم شطر القبلة بدليل قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره والجواب فثم وجه الله أى جهته التى أمر بها ورضيها والمعنى انكم إذا منعتم أن تصلوا فى المسجد الحرام أو فى بيت المقدس فقد جعلت لكم الأرض مسجدا فصلوا فى أى بقعة شئتم من بقاعها وافعلوا التولية فيها فان التولية ممكنة فى كل مكان إن الله واسع عليم أى وهو واسع الرحمة يريد التوسعة على عباده وهو عليم بمصالحهم وعن ابن عمر رضى الله عنهما نزلت فى صلاة المسافر على الراحلة اينما توجهت وقيل عميت القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذرواهو حجة على الشافعى رحمه الله فيما إذا استدبر وقيل فاينما تولوا للدعاء والذكر وقالوا اتخذ الله ولدا يريد الذين قالوا المسيح ابن الله وعزير ابن الله قالوا شامى فاثبات الواو باعتبار أنه قصة معطوفة على ما قبلها وحذفه باعتبار أنه استئناف قصة اخرى سبحانه تنزيه له عن ذلك وتبعيد بل له ما فى السموات والارض أى هو خالقه ومالكه ومن جملته المسيح وعزير والولادة تنافى الملك كل له قانتون منقادون


الصفحة التالية
Icon